٣ خطوات للتخلص من داء ارضاء الآخرين

attitudes authenticity disease exercise health life people perceptions personas philosophy pleasing

وأنا في أوائل الأربعينات حددت هدف اشتغل عليه لمدة عشر سنين.. هدف الصحة. قررت إن العقد بتاع الأربعينات يكون عقد الصحة. وأحد المحاور الرئيسية كانت إني انتظم في لعب رياضة. بدأت انتظم مع مدربة في الجيم في النادي الرياضي اللي أنا مشتركة فيه. وهناك اتعرفت علي ست في أواخر الخمسينات. ست لطيفة ودمها خفيف. موظفة ذات شأن ومن عيلة اصيلة. بدأنا نتبادل اطراف الحديث من وقت للتاني. وفي مرة كنا في حوار وقالت لي:“أنت باين عليكي "People pleaser. أنا ابتسمت ابتسامة لطيفة وسكت وسبتها تكمل كلام بدون رد من عندي ولا بالنفي ولا بالإيجاب.

 

بعد ما خلصت تمرين اتمشيت في النادي شوية واسترجعت كلمتها. ومع كلمتها افتكرت حاجتين تانين:

أول حاجة كانت جملة بتقول: “People’s perceptions about you has nothing to do with you.

يعني فكرة الناس عنك (أو وجهة نظر الناس/رأي الناس فيك) مالهاش علاقة بيك، لها علاقة بيهم هما والطريقة اللي بيشوفوا بيها الدنيا. وبالتالي مش كل ماحد يقول رأي فينا نشتبك وندافع عن نفسنا/او نفرح او نتأثر بالرأي ده. 

الحاجة التانية كانت لمحاضرة كنت حضرتها من سنين وكانت لطبيب نفسي وكان بيشرح إن كل حد فينا له اربع اجزاء.. جزء هو عارفه عن نفسه والناس ما تعرفوش، جزء هو مش عارفه عن نفسه والناس عارفاه. جزء هو عارفه عن نفسه والناس عارفه. وجزء ولا هو عارفه عن نفسه ولا الناس عارفاه. 

المهم وانا بتمشى لاقتني بافكر في جملة الست أم دم خفيف. وسألتني:“ هل أنا عندى داء ارضاء الناس وأنا مش عارفة؟ (الجزء التاني اللي الطبيب النفسي اتكلم عنه) ولا دي فكرة الست عني وهي ملهاش علاقة بيا.

الموضوع شغل تفكيري لأني باعتبر المواقف اللي بتعدي عليا رسايل من ربنا تعلمني وتنور لي. وبالتالي فكرت في الموضوع. وبدأت اراجع تصرفاتي. هل بتصرف عادة علشان ارضي الناس واجي علي نفسي. ولا تصرفاتي نابعة من اختياراتي وقراراتي الحرة؟

فكرت في ده وبدأت استرجع مواقف مختلفة عشتها… قرارات كبيرة اخدتها.. قرار إني اغير شغلي في وقت ما كانت بنتي صغيرة علشان اكون معاها لأنها محتاجة ليا.. كان ليه؟ قرار إني اوقف الاشتراك في الماجستير بعد ما استكملت ورق التقديم علشان اكون موجودة مع عيلتي كان ليه؟ قرار إني استقيل من شغلي كان ليه؟ قرار إني ابطل تقديم ورش عمل مساءا كان ليه؟

فكرت كمان في مواقف صغيرة.. مواقف رفضت فيها اقوم بحاجات، او وافقت فيها اقوم بحاجات.. 

حاجات صغيرة زي حلقات في برامج تلفزيونية مواعيدها مش مناسبني، دعوات لحضور مناسبات مش متناسبة مع اولوياتي او عاداتي.. 

ولاقيت إن الست اللطيفة عندها فكرة عني مش صحيحة.. من منظورها هي.. وإني عارفة عن نفسي اللي هي مش عارفاه. عارفة إني في سعي لقيادة ذاتي، واني باختار وباقرر وفقًا لوجهتي ورؤيتي واولوياتي وقيمي. وإن من ضمن قيمي احترام الكبير وترك الجدال وتكبير الدماغ عن المسائل البسيطة اللي لا تستحق اني اهدر فيها اي جزء من طاقتي او وقتي. وبالتالي هي فسرت تصرفاتي انها داء ارضاء الآخرين. وأنا بتصرف بدوافع ومنهج وفلسفة تانية خالص. 

فلسفة الحياة وقيادة الذات 

جيم رون، أحد المتحدثين الأمريكين المشهورين جدًا، قرأت له كتاب من سنين كان بيتكلم فيه عن فلسفة الحياة. كتاب صغير وبسيط. السهل الممتنع. اتكلم فيه عن ان كل شخص عليه يحدد فلسفة خاصة بيه يعيش بيها حياته. وبما اني باتكلم هنا عن قيادة الذات فتبني الإنسان لفلسفة يعيش بيها حياته هو محوري لقيادته لذاته. 

لما قرأت الكتاب حددت فلسفتي بكلمات بسيطة “To Joyfully Live and Lovingly Serve.

يعني اعيش حياة مبهجة واخدم بحب. وعلشان حددت فلسفتي، بقيت اترفع عن حاجات كتير قوي ممكن تعكر صفو وزهزهة الحياة المبهجة. والترفع ده خلى حد من بره يشوف إن عندي داء ارضاء الآخرين.

ازاي اتخلص من داء ارضاء الآخرين؟

للأسف من واحنا اطفال كتير منا بيتربى انه يدوس على نفسه علشان يرضي غيره. من أول: ”بوس طنط يا حبيبي“، ”لبنت خالتك نفسها في اللعبة فسيبها لها شوية“، ”لهاتي حتة شيكولاتة ل… ”

ولو رفضنا واحنا اطفالنا الدنيا بتقوم ومش بتقعد وبالتالي بنتربى إننا مطلوب نرضي الآخرين (إلا القليل ممن رحم ربي). والنتيجة ايه؟ إن بنكبر بالداء ده، اللي صاحبتنا أم دم خفيف تخيلت انه عندي.

ازاي تتخلص من الداء لو عندك؟ ازاي تقود ذات؟

من خلال سعيي لقيادة ذاتي، حددت ٣ خطوات بسيطة تساعدني اعيش في سلام داخلي وخارجي.. الحاجات دي هي:

١- حدد أهدافك من بدري وخطط لحياتك 

علشان تعيش حياتك أنت، ويومك، اسبوعك، شهرك.. حياتك تبقى من تخطيطك أنت مش سايبها للناس تطلب وتؤمر وتشغلك وتضطر تقول حاضر لأنك مش عندك خطة اصلًا.

٢- قيم المطلوب منك

هل هو هيرضى الآخرين علي حسابك؟ يعني أنت هتخسر/هتيجي علي نفسك/هتضايق لو عملت اللي طالبينه منك؟ لو ايوه، اعتذر/ارفض، بشياكة، وبثقة في نفسك. ده حقك. لو مش هيجي على حسابك، اسأل نفسك مين الآخرين دول؟ غلاوتهم عندك ايه؟ ولو مهمين ولهم غلاوة عندك اعمل اللي طالبينه طالما مش حاجة لها تأثير سلبي عليك.

٣- اتصرف وفقًا لفلسفتك في الحياة

وطبعًا ده محتاج منك - كقائد لذاتك - إنك يكون عندك فلسفة في الحياة. وبالتالي لما يكون عندك فلسفة هتقدر تحدد تتصرف ازاي. وقت ما الست قالت لي إني عند داء ارضاء الآخرين، أنا اخترت اسكت، لأني عايزة اعيش حياة مبهجة وبالتالي مش هاهدر وقتي ولا طاقتي في حوارات مالهاش لازمة.

قيادة الذات وال Authenticity    

موقف/Attitude محوري ومهم جدًا إنه يكون عند الإنسان اللي بيقود ذاته انه يكون حقيقي، اصيل، Authentic، بيتصرف وفقًا لقيمه هو، فلسفته في الحياة هو. مش عايش بيتلون وفقًا لطلبات ورغبات الناس وآرائهم ومتطلبتهم. عايش كقائد لذاته، عنده فلسفة وعايش بيها وتصرفاته بتعكسها وتعبر عنها. 

- كتاب جيم رون اللي اتكلمت عنه اسمه 

My Philosophy for Successful Living - Jim Rohn

- لو عايز تعرف الإستراتيجيات اللي ساعدتني انتظم بالرياضة اتفرج علي سلسلة اليوتيوب اللي في اللينك ده

https://bit.ly/3gjzkYe

 

- لو حابب تقرأ اكتر عن تأملاتي وبعض الدروس العميقة اللي استخلصتها من خلال تأملي للمواقف اللي بتمر عليا، حمل كتابي الإلكتروني المجاني من اللينك ده

https://www.paradigmshiftegypt.com/Fabulous%20Veils

الكتاب بعنوان Better Not Bitter 

 

- لو عايز تتعرف ازاي تتخلص من تأثير فكرة ونظرة الناس عندك اتفرج على الفيديو ده لليزا نيكولز أحد الناس الملهمة ليا جدًا.

https://bit.ly/3zjmrGo

 

#الموقف_الثاني_الأصالة

#كتابة

#قراءة

#تعليم

#تطبيق

#مجتمع

#كن_إنسانًا

#سيب_اثر

 

 

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها