الخطاب الثاني عشر: التواصل مع النفس والتعبير عن المشاعر

challenges emotions parenting strategies teenagers

”امبارح كنت متضايقة من نفسي.. اخدتني الصبح وكراستي وقعدت في الجنينة.. وقعدت افكر في هدفي السنة دي للصحة، وايه محتاج يتغير.. وايه معطلني.. وقريت الكراسة من اول ما بدأت اشتغل على الهدف ده.. قريت اللي كتبته خلال السنين التلاتة اللي فاتوا.. ولاقيت اني غيرت عادات كتير.. انما لسه باقع كل اسبوع.. بالذات في الويك اند..باكل بشكل عشوائي..وكل اسبوع باقع..”

كلام من القلب شاركته مع ملك بنتي..

الأسبوع اللي فات كانت طلبت مني نروح نشتري حاجة لأوضتها.. وواحنا في السكة فتحت قلبي وحكيت لها..

سمعت بإنصات.. وبعدين قدمت لي نصيحة تساعدني في الويك اند…

نصيحة مفيدة جدًا..

ودي مش أول مرة..

مرات كتير بافضفض مع ولادي واشاركهم مشاعري، التحديات اللي بتواجهني، اللي باعافر فيه… وبالاقي منهم نفس رد الفعل.. إنصات وبعدين تقديم فكرة او نصيحة أو مشاركة موقف او قصة ملهمة..

 

حاجة اتعلمتها بعد ما بقيت أم بسنوات طويلة..

ان ولادي محتاجين مني اني اشاركهم مشاعري، احداث حياتي.. التحديات.. واني افتح قلبي.. من غير ما ابالغ ولا اهول فيصابوا بالقلق.. ومن غير ما امثل ان الحياة مية مية وكل حاجة تمام.. ومن غير ما امثل اني قوية واكتم مشاعري فاتحول لمارد عصبي.. 

اني اكون معاهم انسان.. بيشارك مشاعره، احلامه، تحدياته.. واني ادربهم انهم يسمعوني بتعاطف وإنصات علشان يطلعوا في الدنيا يسمعوا غيرهم بتعاطف وإنصات.. واني في نفس الوقت اربيهم يكونوا حقيقين.. ناس بتعبر عن مشاعرها ومش بتدعي انها تمام طول الوقت.. ناس بتبكي وقت البكاء.. وبتقلق وقت القلق.. وبتحس بالتوهة احيانًا.. وبتعافر وتطلب تشجيع احيانًا..

 

عزيزي الأب، عزيزتي الأم..

خطابي النهاردة عن المشاعر..

اللي للأسف منتشر في ثقافتنا ان إظهارها ضعف وكبتها قوة..

البكاء ضعف والتقل صنعة.. وطلب المساعدة خيبة والضغط على النفس شطارة..

خطابي عن مشاعر مفرادتها متعددة جدًا… وعندنا جهل باغلبها.. لا بنتعلمها في المدرسة ولا في البيت ولا في النادي.. بنطلع يدوب ب “مبسوط” او “زعلان” وكلمتين اتلاتة حواليهم..

بنطلع مش متربيين اننا “نحس مشاعرنا” ولا نفهم جسمنا بيقول ايه… 

القلب اللي بيدق جامد من الخوف، او الإيد اللي بتعرق من القلق، او الرجل اللي عضلاتها بتشد من الضغط او المعدة اللي بتفور من التعرض للسخرية أو قبضة الإيد اللي بتشد من الغضب… بنطلع بجهل.. وبنسعى اننا نعلم ولادنا عربي ونحو وجبر وهندسة وأحياء وكيمياء.. طيب هل بنسعى كامن نعلمهم يفهموا نفسهم؟ مشاعرهم؟ جسمهم؟ يسمعوا ازاي غيرهم؟ يعبروا ازاي عن نفسهم؟ للأسف اغلبنا لأ..

والنتيجة ايه؟ 

كائن تايه في الحياة.. مش تمام ومش فاهم مش تمام ليه.. وبيضغط على نفسه علشان يوري انه جامد وتمام..

عزيزي الأب وعزيزتي الأم..

ابني وبنتي وابنك وبنتك محتاجين مننا نعلمهم يعبروا عن مشاعرهم وقبلها يفهموا مشاعرهم..

ازاي؟ 

بإننا نفسنا نسمع ونتواصل مع مشارعنا.. ونعبر عنها ونستخدم لغة المشاعر..

وبعدها تبقى ثقافة البيت ان الناس بتستخدم مفردات المشاعر وعندها مساحة آمنة تتكلم فيها عن مشاعرها..

 

خطابي النهاردة عن المشاعر.. التواصل مع النفس والتعبير عن المشاعر..

بناء إنسان حقيقي… مش رعاية ماكينة ولا جبل تلج لا فاهم نفسه ولا حاسس بغيره..

 

قوم يا مصري مصر دين واجب عليك..

قوم يا مصري.. مصر هاتقوم بتربيتك لقرة عينيك..

قوم يا مصري ولادك كنز مصر..ولادك كنز مصري.. 

شجع ولادك يا مصري يتواصلوا مع مشاعرهم ويعبروا عنها في مساحة آمنة..

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها