الخطاب الثامن عشر: الحضور وفن الحياة

ايه ده؟ ماعندكيش شغل؟ خلاص يبقى نقعد براحتنا بقى مش نص ساعة بس!

الويكاند اللي فات كنت خارجة مع بنتي نشتري طلبات لها..

خلصنا بدري وعرضت عليا نروح نقعد في مكان ونشرب حاجة مع بعض..

قالت لي نقعد نص ساعة.. وقالت لي مفيهاش حاجة نص ساعة الشغل يستنى..

قلت لها اني في الويك اند وماعنديش شغل… وكان ردها اننا نقعد براحتنا بقى :)

سألتها عن امتحانها المسائي الاون لاين اللي بعد كام ساعة.. 

وردها كان اني مذاكرة وهاراجع لما نرجع البيت والمراجعة مش هتاخد وقت..

فعلًا خرجنا نشرب حاجة.. نسينا الساعة والوقت..

اتكلمنا.. سمعتني.. وسمعتها… قعدنا من غير موبايلات… ولا حد عقله مشتت..

قعدنا بحضور مع بعض..

ولما رجعنا البيت شكرتني.. وقالت لي “بحبك” <3 

الموقف لمسني… 

طمني اننا اتغيرنا..

زمان كانت هي وانا هنكون مضغوطين..

هي هاتقول عندي امتحان.. ومش هاتنزل يومها اصلا للطلبات..

وانا كنت هاقول لها ورايا حاجات في البيت وياللا نرجع او ما نخلص مشاوير…

الموقف طمني اننا اتغيرنا.. 

بقينا “عايشين”… مش باستهتار ولا بضغط.. 

عايشين بفن… فن الحياة…

بنهدي ونستمتع باننا موجودين…

الحياة بينا مش مهام ومسؤوليات..

ولا أوامر وطلبات..

حياة فيها احتواء.. وفيها الفة..

ولاقتني بافكر في خطابي بتاع يوم الإتنين…

وفي ندائي لعزيزي الأب وعزيزتي الأم…

خطابي النهاردة عن “الحضور..عن فن الحياة”

عن اننا نهدي الجري شوية.. ونبص في عيون ولادنا حبتين..

عن اننا نستقطع وقت للعلاقة..

من غير اوامر ولا نقد..

ونحط تحت نقد مليون خط..

وقت بس نتواصل فيه كإنسان محب لإنسان صغنن قدامه في اشد الحاجة للإهتمام..

انسان صغنن محتاج حد حكيم زي لقمان.. يعلمه ازاي يعيش كإنسان.. 

مش كألة ولا ماكينة.. بتلهث في دوامة الحياة…

امتى اخر مرة قعدت مع ولادك يا مصري..؟

من غير جهاز يشتتك.. من غير شاشة تلفزيون ولا موبايل..؟

امتى اخر مرة يا مصري مليت عينيك من وش عيالك..؟

وركزت في صوتهم ونبرته واللي بيقولوه من غير كلام..؟ 

الكلام اللي بيقولوه لحد يكون منتبه وحاضر وشايفهم فعلًا..

شايف جواهم الإنسان..

قوم يا مصري مصر دين واجب عليك..

قوم يا مصري.. مصر هاتقوم بحضورك مع قرة عينيك..

قوم يا مصري ولادك كنز مصر..ولادك كنز مصري.. 

هدي شوية وركز بحب مع ولادك يا مصري..

خليك حاضر ومنصت يا مصري.. من غير نقد ولا عتاب..