٨ تمارين يساعدوك تعيش حاضرًا حاضرًا

anxiety books clock eckhart tolle future meditation mindfulness past presence present reading scences summaries the power of now time worry

الساعة كام معاك دلوقتي..؟

مش الساعة الزمنية، الساعة العقلية..؟

ايوه.. الساعة العقلية!

 

مفهوم اتعلمته من كتاب قرأته.. وعجبني جدًا.. 

إن كل إنسان فينا عايش في ساعة عقلية خاصة بيه..

يعني مثلًا أنا وعيلتي.. الساعة الزمنية وكلنا عايشين في القاهرة نفس الساعة.. تسعة ونص او تلاتة وربع.. لو ساعاتنا اللي لابسينها مظبوطة كلنا هنلاقي الساعة عندنا متطابقة..

 

أما الساعة العقلية فمختلفة، واختلافها ده هو سبب كبير قوي ورا تعبنا وعذابنا في الحياة..

حد فينا ممكن ساعته العقلية تبقى الأسبوع الجاي، الامتحان والدرجات والنتيجة وتبعات ما بعد النتيجة..

 

وحد تاني ممكن تكون ساعته العقلية السنة الجاية وميعاد قسط الحاجة الفلانية..

 

وحد تالت ممكن تكون ساعته الزمنية من عشر سنين، يوم الحادثة اللي عملها وسببت له اعاقة مزمنة.. 

 

كلنا بجسمنا مع بعض في مكان واحد صحيح، بس في زمان مختلف..

وبسبب الزمان المختلف ده احنا تعبانين.. من نفسنا ومن اللي حوالينا…

احنا في زمن ماض، بنحزن أو نأسف أو نغضب أو نندم..

أو في زمن آت، بنقلق ونخاف ونتوتر وننزعج..فاحنا تاعبين نفسنا بعقلنا....

 

واحنا مع اللي حوالينا مش موجودين.. نبان معاهم ايوه، بس مش مركزين ولا معاهم فعلًا.. 

موجودين كشبح مش كإنسان من قلب وروح..

 

وهما موجودين معانا انما مش حاضرين، وبالتالي مش بنرتوي بقعدتهم معانا.. زي اللي بيشرب هواء..

معاه كوباية صحيح، إنما فاضية، بيشرب الهواء.. مهما فضلت الكوبايا في ايده ومهما شرب هيفضل عطشان، وهيعطش اكتر، عمره ما هيرتوي.. ليه؟ لأن الكوباية فاضية.. بالظبط كده واحنا مش حاضرين مع اللي بنحبهم..

 

مفهوم الساعة العقلية والزمنية ما كانش جديد عليا.. الجديد هو وصفه بالطريقة دي في كتاب..

 

أول مرة اتعرفت علي مفهوم الحاضر والحضور كان من كتاب للمؤلف العالمي Eckhart Tolle بعنوان "The power of now"

وقتها كنت في حالة تخلص من القلق من المستقبل.. انما كنت حاسة إن برضه فيه حاجة مش تمام.. 

زي لما تحاول تِرَكِب مكعبات علشان تعمل شكل.. وتلاقي مكعبة مش راضية تركب.. تحاول تركبها بالعافية ومفيش فايدة وإنت مش عارف ايه الغلط.. 

لما قرأت كتاب "قوة الآن" فهمت إن الحاجة الغلط هي الحضور، أو بمعنى اخر قلة الحضور.. 

ولاقيت الحل اني اتمرن على اني اكون حاضرة..

هل التمرين كان سهل؟ لأ.. هل بقيت حاضرة مرة واحدة؟ لأ.. هل بكون حاضرة طول الوقت؟ برضه لأ.. هي فيه ممارسات تساعدني أكون حاضرة أكتر؟ أيوه..

 

أول ما قريت الكتاب حسيت إن الكلام جميل.. ايوه فهمت المكعب مش راكب ليه.. ليه بشرب ومش بتروي.. ليه بخرج وبرجع مش مبسوطة، ليه بقضي وقت مع ناس بحبهم وبيشتكوا اني مقصرة معاهم.. بالورقة والقلم أنا معاهم.. بس بالقلب والروح والعقل أنا مش معاها.. بعد الكتاب لاقتني مش عارفة اطبق ازاي.. سمعت عن ورشة عمل يوم واحد عن الحضور.. اشتركت وحضرت.. ويومها المدربة المصرية الألمانية وزعت علينا عنب، وطلبت من كل حد ياكل العنبة في دقايق… وأنا طبعًا متعودة ازلط العنب..دقايق ايه يا ست؟!  كانت بالنسبة لي أول مرة أكل عنبة ب"حضور".. بعد الورشة بدأت اركز شوية في الأكل، في الشرب.. لحد ما نسيت الورشة والعنب والتذوق والحضور في زحمة الأيام.. ورجعت ريما لعادتها القديمة ولاقتني حاسة إن فيه حاجة غلط.. المكعبة مش راضية تركب.. رجعت فَكَرتِني بالكتاب والورشة.. وبدأت افكر بجدية ازاي ابقى حاضرة.. لحد ما افتكرت الكاتب وازاي بيشرح أهمية التأمل اليومي.. 

 

نَزِلت تطبيق على الموبايل بعنوان Headspace وبدأت اتأمل بسكون ٣ دقايق يوميًا.. طبعًا ساعتي العقلية كانت يوميًا مع الجلسة في المستقبل.. في البداية.. ومع المثابرة والتكرار زي الكاتب ماشرح، بدأت الاقي ساعتي العقلية والزمنية زي بعض..! ايه ده؟ مين دي؟ أنا؟!

 

مرت اسابيع ومرت شهور وبقيت الاحظ تفاصيل.. وكأني شايفة الدنيا من مستوى تاني.. شايفة مشاعر الناس.. من ملامح وشهم.. شايفة همومهم من لغة جسمهم.. ملاحظة آلامهم من نبرة صوتهم..

ولاقتني كمان بشرب وبرتوي.. ادخل أنام والاقيني ممتنة للمياه اللي غسلت بيها الصحون، والصحة إني كنت واقفة على رجلي وأنا بغسل المواعين..

لأ والأغرب إني لاقتني لما حاجة تحصل غير الخطة اللي مخططة لها، الاقيني بشكر ربنا واذكره.. 

ايه ده؟

ده تأثير الكتاب بعد شهور من قرأته..

وبعد شهور من ممارسة التأمل يوميًا لمساعدتي في إنه يتحول إلى أسلوب حياة..

الكتاب فيه جزء كان محوري بالنسبة لي.. عن ازاي نكون حاضرين ونقبل اللي بيحصل، بدون رفض أو زعل أو غضب أو عصبية..

نقبل ونستقبل اللحظة كمنحة أو عطية من الخالق..

زي لما مرة رجعت ولاقيت باب العمارة مقفول.. والبواب بيجيب حاجة من بره.. 

ووقفت على باب العمارة مستنياه.. ولما قبلت الموضوع وبدأت أسبح فهمت ان دي كانت منحة من ربنا إني اذكره فيبقى معايا.. (أنا معه إذا ذكرني).. 

ولاقيت إن مش بس لما بقيت حاضرة، بقيت مستمتعة.. واللي حواليا افضل.. لاقيت إني وأنا حاضرة راضية وممتنة.. 

وفهمت درس مهم قوي في الحياة.. 

إن ماحدش فينا ربنا..

إن إحنا علينا نعمل مسودة للتخطيط.. ده السعي..

والنتيجة والخطة الصح هتيجي من عند ربنا..

باختيارنا نقبل ونمتن ونحمد اللطيف، ونستقبل خطته برضا وشكر وامتنان..

وباختيارنا نخبط راسنا في الحيط وفي الآخر خطته هتمشي.. 

بإيدنا نعيش بساعتنا العقلية في الماضي.. وبإيدنا نعيش في الحاضر في ضوء دروس الماضي..

بإيدنا نعيش بساعتنا العقلية في المستقبل.. وبإيدنا نسعى في الحاضر ونستكين ونتطمن ونتفرج على عجائب تدبير الحكيم الحي القيوم في المستقبل..

بإيدنا نشرب وما نرتويش.. وبإيدنا نشرب ونرتوي من حب اللي حوالينا....

بإيدنا نعيش أموات في حياة غيرنا..وبإيدنا نعيش معاهم بساعتنا العقلية ونكون حاضرين..

 

ازاي نعيش..نحيا فعلًا..بحضور؟

١- نقفش ساعتنا.. ساعتنا العقلية فينا.. أول مفتاح للتغيير هو الوعي

٢- نفرغ كل اللي شاغلنا على الورق ويا سلام لو نخليه عادة يومية، إننا نكتب اللي ساعتنا العقلية بتفكر فيه في المستقبل واللي بتزوره في الماضي

٣- نعمل جلسات تأمل ولو ٣ دقايق في اليوم كبداية.. برضه كعادة يومية..

٤- نخرج بره المألوف، نمشي في شارع مختلف للشغل، نطبخ طبخة جديدة، نسمع لمغني مختلف..

٥- نختار حاسة واحدة نركز عليها في اليوم، مثلًا النهاردة نركز على الشم ونسجل الروايح.. بكرة نركز مع التذوق ونركز الطعم.. وهكذا..

٦- نسيب الموبايل والمشتتات واحنا مع اللي حوالينا علشان نبقى حاضرين معاهم..

٧- نلتفت كل يوم لمنح ربنا اللي احنا مش مستقبلينها ولا واخدين بالنا منها بسبب إننا مش حاضرين.. ونسجلها في كراسة نسميها كراسة الإمتنان والمنح الربانية..

٨- نحتفل لما خطتنا تتغير من عند ربنا، لأنه عَدِل على خطتنا وفقًا لحكمته.. بدل ما نغضب او نتعصب.. ونفتكر إن "أنت حيث أرادك".. 

 

أحمد حلمي في فيلم "آسف على الإزعاج" قال جملة حلوة قوي 

قال:"من الأفضل أن تكون غائبًا حاضرآَ على أن تكون حاضرًا غائبًا.."

وأنا هقولك "من الأفضل أن تكون حاضرًا حاضرًا.." 

 

الحياة لها طعم مختلف تمامًا من شط الحضور.. اقلع ساعتك العقلية ونط في بحر التأمل وعوم واحدة واحدة لحد شط الحضور.. وهتشوف الدنيا بطعم جديد وهتطلب من حزمبل يسيبك هناك خالص زي ما سعاد حسني طلبت منه يسبها شوية كمان.. مش هتعوز ترجع لدنيا الساعات العقلية… هتعوز تعيش بس في "الآن"

 

 

لو عايزة جلسات تأمل بصوتي، هتلاقي جلسات مختلفة في اللينك ده

https://bit.ly/3K02jy5

 ولو عايز ملخص سمعي باللغة العربية لكتاب قوة الآن اضغط اللينك ده

https://bit.ly/36s0dbJ

 

 

#كتب_غيرت_حياتي_١١

#اكتر_ناس_الهمتني

#كتابة

#قراءة

#تعليم

#تطبيق

#مجتمع

#كن_إنسانًا

#سيب_اثر 



بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها