٥ مارسات يساعدونا نتبنى موقف الامتنان

attitudes children community contribution disabilities gratitude mindfulness parents presence self-leadership senses service

مش تعرفينا على الضيوف اللي معاكي يا مدام زينب؟

أول جملة سمعتها من إيهاب، طالب مدرسة النور للمكفوفين في أول زيارة ليا. زيارة كانت من اكتر من عشر سنين، وكانت نقطة تحول في حياتي. 

يومها كنت في زيارة بهدف اني انظم مشروع خدمة مجتمع لطلابي بالمدرسة. يخدموا فيه طلاب مدرسة النور. ويومها خلال تعارفي بالأخصائية الإجتماعية وقتها، قرب الطالب الكفيف وسأل مين اللي هنا واقف مع مدام زينب. وبعد ماتعرفت على ايهاب واتكلمنا ومشي، سألت الأستاذة هو عرف منين ان فيه حد واقف معاكي وهو غير مُبصر؟ وهي كان ردها إنه شم ريحة البرفان اللي كنت حطاها، وسمع صوتي وهو صوت جديد عليه مسمعوش قبل كده، فعرف ان فيه زائر جديد في المدرسة.

يومها تأملت الطلاب من ابتدائي وهما بيجروا في المدرسة، كلهم من المكفوفين أو ضعيفي البصر (يعني يقدر يشوف ضوء أو يفسر الألوان بصعوبة من غير فعلا مايشوف) وعلي الرغم من كده بيتحركوا ويجروا ويطلعوا السلالم. يومها رجعت من الزيارة متأثرة جدًا. ويومها كان أول مرة احس بنعمة البصر فعلًا واشكر ربنا عليها. 

تكررت الزيارات المشابهة خلال الأسابيع اللي بعد كده، لأني كنت ببحث عن أماكن لمشاريع مختلفة. زرت مدرسة أمل لبنان للصم والبكم. وزرت المدرسة الفكرية لذوي الاحتياجات الذهنية وزرت اطفال مرضى السرطان في المعهد القومي للأورام. 

وبعد الزيارات، وبعد ما قلبي وجعني بعد كل زيارة فيهم بسبب غفلتي عن النعم اللي أنا عايشة فيها، لاقتني بفكر في موقف مهم قوي محتاجة اتبناه كانسان ويتحول لعدسة اشوف بيها حياتي والدنيا وكل حاجة حوالايا.

 

موقف/Attitude الإمتنان وقيادة الذات

من الزيارات ادركت كم كبير من النعم اللي ألفتها وغفلت عن شكر ربنا عليها. مش بس زي صحتي والحواس. لأ. نعم زي إن ولادي أصحاء وإن زوجي عايش وبيشتغل وإننا عندنا وسائل مواصلات سهلة وخلافه..

بعد الزيارات وخلال تحضيري لمشاريع خدمة مجتمع يشترك فيها طلابي فكرت في موقف الإمتنان. وازاي القائد محتاج يلبس العدسة دي. يشوف النعم اللي عنده بدل ما يغفل عنها، يدركها من اصغر نعمة لأكبر نعمة، يستوعب التفاصيل اللي هو مش مركز فيها ويتنقل من نقطة الإدراك لنقطة العمل، التطوع، العطاء، المساهمة، الشكر بشكل عملي.

تخيل لو قائد غافل عن النعم، ماشي مركز بس علي النقص، اللي حصل غلط، اللي ما مشيش وفقًا لخطته، مشاعره هتبقى عاملة ازاي وافكاره سامة ومهلكة ازاي؟ يا ترى هيقود نفسه ازاي؟ بعصبية؟ بعنف؟ بزهق؟ بمقاومة ورفض؟

ولو تخيلنا العكس، إنسان لابس عدسة الامتنان، مدرك النعم وبيقود نفسه وهو مستشعر النعم وبيستخدمها وحاسس بفضل ربنا عليه وفي سعي إنه يشكر النعم باستخدامها في قيادة نفسه ومش بس كده، لا فيه كمان.

 

موقف/Attitude الإمتنان والمساهمة المجتمعية

بيستخدم النعم كمان في خدمة غيره، في نفعهم، في التطوع أو التبرع أو تدريب قادة جداد أو تربية الأبناء علي القيم والأخلاق علشان ينفعوا مجتمعهم. ده هو الشكر العملي للنعمة. الإنفاق منها بشكل ينفع الغير وينهض بالمجتمع. 

 

ازاي نتبنى موقف الإمتنان؟

خمس ممارسات مداومة عليهم بقى لي سنين طويلة..ساعدوني جدًا إن الإمتنان يتحول لموقف بتصرف وفقًا له وبشوف الدنيا بعينه:

١- بستعمل الحواس بحضور. يعني الصبح ابص للسما واشكر ربنا على البصر، واسمع صوت العصافير واشكر ربنا علي السمع، ابص لوش ولادي واحمد ربنا انهم عايشين واصحاء..ادخل الحمام واشكر ربنا اني قادرة ادخل لوحدي، البس واشكر ربنا اني قادرة اقف والبس نفسي من غير مساعدة.. 

٢- بكتب الصبح في كراسة التخطيط بتاعتي اكتر حاجات أنا ممتنة لربنا عليها في اليوم اللي عدى وخلص. باراجع احداث اليوم وافكر ايه حاجات أنا ممتنة لها إنها حصلت، احيانًا بتكون إن المرور كان هادي أو إني شفت أمي وأخواتي أو إن ربنا يسر لي وعلمت حد حاجة جديدةوهكذا. 

٣- اني بطلت اقارن نفسي بغيري مهما كان مين، تخلصت من فكرة إن ده احسن مني وده أقل مني.. عدسة الامتنان علمتني اشوف إن ربنا كريم مع الكل، وحكيم وعارف يدي ايه لمين وامتى وبالتالي مش شايفة اني احسن من البواب ولا اقل من الوزير. 

٤- اني بفكر ازاي ممكن استخدم النعم بطريقة عملية لشكر ربنا سبحانه وتعالى وبنفذ الفكرة. يوميًا. يوم ممكن يكون صدقة ويوم ممكن يكون استماع لحد عنده مشكلة، ويوم ممكن يكون لعب رياضة لشكر نعمة الصحة، ويوم ممكن يكون تعليم حد حاجة أو كتابة مقالة زي دي. كل يوم بمارس الامتنان بشكل علمي من خلال شكر نعمة أو اكتر من النعم.

٥- بردد لعله خير وبفكر نفسي إن أمري كله خير وبحسن الظن بربنا ولو جاءت الريح بما لا تشتهي السفن، بفكرني بحكمة ابن عطاء السكندريمن رزق الفهم في المنع صار المنع عين العطاءوبالتالي سواء كنت في حالة منع أو عطاء بحمد ربنا لأني برمجت مخي يشوف كل حاجة من ربناعطاء. قمة العطاء.

 

ليه نتبنى موقف الامتنان؟

لو عايزين نقود ذاتنا محتاجين نهتم جدًا بعقلنا وجودة أفكارنا. عقلنا زي الجنينة. ممكن نسيبه تنمو فيه نباتات سامة بشكل عشوائي. وممكن نهتم بيه كل يوم ونرويه وننضفه من النباتات اللي مش كويسة ونحافظ عليه من الحشرات السامة. ممكن نفضل نشتكي ونشغل شريط ياعيني عليكي يا لوزة، وممكن نشغل أنشودة الإمتنان. حياتنا هتكون عاملة ازاي؟ هتكون مرايا للشريط اللي شغال في عقلنا. يا ناس ضحية ناقمة علي حياتها وتعبانة واللي حواليها تعبانين. يا ناس شكورة معطاءة ممتنة، مستشارة النعم ومش بس بتقود حياتها، لأ كمان بتنفع غيرها وتخدم مجتمعها؟

يا ترى عايز تعيش حياتك ازاي؟ زي مين فيهم؟

 

فيديو ملهم لي جدًا عن الإمتنان موجود في اللينك ده

shorturl.at/drHJ2

وأحد الأفلام اللي بحبها وفيها الامتنان بتاع البطل المعاق اتنقل للقائد بتاعه اللي اتصاب في الحرب ورجله اتقطعت ولما استوعب ان لعله خير عاش حياة مختلفة بعد فقد رجله وشغله وده بسبب الامتنان، الفيلم بعنوان Forrest Gump 

لينك اعلان الفيلم هنا:

shorturl.at/exLV2

أحد الكتب العبقرية في موضوع استشعار النعم كتاب بعنوان The Butterfly effect: How your life Matters 

 

 

#الموقف_السابع_عشر_الامتنان

#كتابة

#قراءة

#تعليم

#تطبيق

#مجتمع

#كن_إنسانًا

#سيب_اثر

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها