١٢ استراتيجية للتخلص من القلق المرضي

attitudes books family feelings reading sickness stress vocal cords worry

صحيت يوم سبت في شهر اكتوبر سنة ٢٠٠٩ ولاقتني خرساء.. مفيش صوت خالص..

بحاول اتكلم انما مفيش صوت بيطلع..

تجربة حكيت عنها قبل كده، وازاي اكتشفت بالكشف الطبي ان كان عندي التهاب حاد في الأحبال الصوتية..

وازاي احتجت بعدها جلسات تخاطب مع اكتر من دكتور وأدوية وعلاج وتغيير دوري في شغلي وعملية جراحية..

كل ده كان تعامل مع صوتي، مع الأحبال الصوتية..

وأنا مش دارية ولا واعية بالمرض اللي التجربة دي غرسته في عقلي

واللي فضل يكبر ويتفحل في صمت، زي السرطان كده..في هدوء وخبث..

الصحيان يوم على اني معنديش صوت ولد عندي قلق... قلق مرضي من فقد اي شئ فجأة..

بقيت قلقانة اصحى الاقي حد من ولادي جرى له حاجة في النوم..

قلقانة اصحى الاقي البيت اتحرق..

قلقانة أصحى الاقي حد من حبايبي اتوفى..

قلقانة اسافر ارجع الاقي العمارة وقعت..

قلقانة، قلقانة، قلقانة من الفقد..

من بره كان كل الإهتمام متوجه لصوتي والتخاطب،

وكان كل تركيزي ان صوتي يرجع علشان ارجع اشتغل تاني "زي الأول"..

وكان كل هم عيلتي ان صوتي يرجع ومايتعبش تاني..

انما مفيش حد فينا كان مركز مع القلق اللي استوطن حديقة عقلي وفضل يخرب فيها لحد ما تحولت لغابة موحشة..

ليه محدش كان مركز مع القلق ده؟

سبب رئيسي هو جهلي بأن القلق مرض نفسي واني لو تجاهلته هيتفحل..

سبب تاني ان كنت شايفاه حاجة تافهة، ايه يعني شوية افكار ومخاوف..

سبب تالت اني كنت محتفظة بيه لنفسي.. وماشاركتش حد من عيلتي أو اصحابي قلقي ده..

وبالتالي محدش نصحني أو نبهني إنه مرض محتاج وقفة وعلاج وأهم من أي شئ "استئصال".

بعد شهور طويلة من حادثة صوتي ومن فتحي لباب عقلي واستقبالي للقلق جواه، بدأت انتبه، اني على طول مشدودة، قلقانة. مش حاضرة، خايفة من اللي ممكن يحصل..

ومع كل يوم ربنا كان بيعديه في فضل ونعمة كنت بقول في سري لسه بكرة، فيه مصيبة ممكن تيجي بكرة.. مش معنى إن النهاردة عدى بسلام إن بكرة كمان هيعدي.. احتمال إن المصيبة تيجي بكرة بقى دلوقتي اكبر..

فضلت كده لحد ما تعبت.. تعبت من عصبيتي ومن قلقي.. روحت المكتبة كعادتي مع كل مشكلة تواجهني ولاقيت كتاب لمؤلف عالمي شهير اسمه "ديل كارنيجي".. الكتاب كان بعنوان "دع القلق وابدأ الحياة" أو بالإنجليزي

."Stop Worrying and Start Living"

جبت الكتاب وبدأت اقراه… وقتها ماكانش موضوع اللايف كوتش ولا المعالج النفسي منتشر لسه.. فماكانش فيه وسيلة تانية الجأ لها وقتها…. وبالتالي ركزت في القراءة.. بعد اول ١٠٠ صفحة في الكتاب لاحظت ان قلقي بقى اقل.. لاحظت اني بقيت اهدى.. ولاحظت اني بدأت ازهق من الكتاب..

صحيح المحتوى مفيد جدًا.. إنما التفاصيل والبطء زهقوني.. والفصول الطويلة.. والخط الصغير.. وبدأت افكر في كتاب تاني يكون عن نفس الموضوع ويساعدني.. ولقيت كنز اسمه "لا تحزن" للدكتور عائض القرني… فصول قصيرة، كلام مريح، بيرسخ معتقدات متفقة مع عقيدتي.. كلام طمن روحي وهدى عقلي..

ولاقتني من كتاب دكتور عائض بهدى بشكل مختلف.. مش هدوء سطحي.. مش خطوات عملية من كتاب اجنبي بيقول لك تعمل ايه في عقلك بس - وإن كان ده كان مفيد جدًا في المرحلة الأولى اللي عقلي فيها كان في حالة مذرية.

كتاب دكتور عائض بقى اللحظة اللي بستناها باشتياق كل يوم، انهل من فهم ازاي ربنا لطيف.. وازاي إن رحمته ولطفه في وسط الإبتلاء بيكونوا موجودين واحنا غير مبصرين.. وازاي نعم ربنا كتير وأنا كنت مش مدركاها.. وازاي اغتنم الفراغ والصحة في العمل والشكر بدل القلق وربنا الكريم زي ما وعد "ولئن شكرتم لأزيدنكم.." وازاي الإبتلاء كان هدفه اني انتبه واصحى من الغفلة.. مش اني اطلع منه بمرض عقلي اسمه القلق.

بعد كتاب دكتور عائض رجعت تاني لكتاب كارنجي وبدأ اطلع الاستراتيجيات المشتركة بين الكتابين واللي اخترت احطهم في حيز التنفيذ.. وكانوا ١٢ استراتيجية.. منهم اللي كان سهل ومنهم اللي احتاج معافرة ومنهم اللي لسه بفكر نفسي بيه.. وهما:

١- يومي النهاردة.. اني اكون حاضرة في اليوم، ولو اتنقلت للمستقبل بعقلي يكون بس للتخطيط مش للقلق ولا لتوقع ما لا يحمد عقباه.. واني اعيش دنياي واعمل فيها كأني هموت غدًا.. واني حتى خلال اليوم أركز في العمل على حاجة حاجة.. كل حاجة اخلصها وبعدين اتنقل للي بعدها..

٢- اني اطرد الفراغ بالعمل.. كل مرة كنت بقلق جامد كنت بلاقي اني عقلي كان فاضي، فارغ.. وبالتالي لما بنشغل بحاجة وبالذات بحبها عقلي كان بينغمس فيها.. وبالتالي غمست نفسي في القراءة والتطوع لخدمة المجتمع..

٣- اني اترفع عن التوافه… اني ابطل اقلق على الحاجات الصغيرة، هنوصل متأخر خمس دقايق، الأكل يمكن يطلع مش مستوي كويس، شراشيب السجادة مش مظبوطة..

٤- اني اتناول الأمور بهدوء.. باني اتعامل مع المشاكل اليومية والحياتية بهدوء… اتنفس واكرر "عجبًا لأمر المؤمن أمره كله خير.." واهدي العقلي وبعدين افكر في حلول بدل من القلق من المشكلة..

٥- اني اقفل باب الشائعات وابتعد عن اي حد ممكن ينقل اخبار سيئة وسلبية ويضخم ويهول.. واطلعه بره دايرتي الصغيرة..

٦- اني اتطمن وافتكر إن "ما اصابك ما كان ليخطئك وما اخطأك ما كان ليصيبك" إن كله قضاء وقدر.. وكله من الله وبالله لصالحي مهما بان عكس ده..

٧- اني اطلع الناس من دايرة حساباتي واني ركز بس مع ربنا.. اراجع نيتي.. وطالما نيتي خالصة اتطمن، مهما كان رد فعل الناس.. لأني بعامل ربنا، رب الناس..

٨- اني اتخلص من التعلق الزائد بالناس والأشياء والألقاب واي شئ.. واتعلق بالله وحده.. لأنها في الأول والأخر دنيا.. معبر للأخرة..

٩- اني اقبل حقيقة الموت واستوعب انها مش حاجة وحشة.. هي انتقال لمعية الله في صورة اخرى غير الصورة الدنيوية.. وبالتالي لو فقدت حد بحبه، فهو سبقنى عند الودود.. مش سابني ولا فقدته.. وكل اللي عليا إحسان العمل علشان الحق بيه..

١٠- اني اكتب وافرغ مشاعري وافكاري وادعي ربنا باسمائه الحسنى على الورق وفي كراستي.. واكتب ايه اللي قلقني وافرق بين الفكرة والحقيقة.. هل اللي قلقني فكرة محتملة ولا حقيقة واقعة مطالب مني اني اتعامل معاها… ولو حقيقة اكتب الأفعال الممكنة وابدأ اتصرف في الحال..

١١- اني افكر ايه اوحش حاجة ممكن تحصل.. وافكر لو فيه حاجة محتاجة احضرها او استعد بيها لو غير المحمود فعلًا حصل.. ولو فيه احضرها..

١٢- اني ادرك اني قوية وشاطرة، مش لأني قوية وشاطرة، انما لأن ربنا هو خالقي، فاستمد قوتي منه والشطارة علشانه..

من اكتر الحاجات اللي كانت عاجباني في كتاب كارنيجي إن هو كمان كان بيتكلم عن الإيمان، والإستعانة بربنا، وحسن الظن، بمرجعيته هو وخلفيته هو وشريعته هو… انما الاتنين كانوا بيرسخوا مفهوم إن المؤمن يطمئن إنه مع الله عز وجل..

يا ترى اخبار جنينة عقلك ايه؟

القلق منتشر فيها ولا منورة بنور التوكل واليقين..؟

ولو قلقان، القلق متفحل ومحتاج تدخل متحصص ولا قلق عارض؟

لو القلق شغال زي صوت المترو او التلاجة في خلفية دماغك بشكل متواصل ارجوك شوف متخصص يساعدك..

ودع القلق، وابدأ الحياة.. لأن القلق والحياة بحضور Don't mix

اللينك ده فيه نسخة من كتاب دكتور عائض "لا تحزن"...

https://bit.ly/3IjTkqr

واللينك ده في فيديو ملخص لكتاب ديل كارنيجي بالإنجليزي

https://bit.ly/3p8JGzu

واللينك ده في فيديو ملخص لكتاب ديل كارنيجي بالعربي في ١١ دقيقة

https://bit.ly/3sc4GXM

واللينك ده في فيديو مفاهيم من كتاب ديل كارنيجي بالعربي في ٥ دقايق