لو مش قادر تكمل الحياة اقرأ الكلام ده..

cbt coaching depression life marriage mental health mindset observation perfectionism self-talk suicide support therapy

مش قادرة اكمل الحياة.. أنا محتاجة اشوف حد.. حد يساعدني نفسيًا..

مش بتكلم عن الحياة الزوجية.. اقصد الحياة.. كلها على بعضها..

ده أنا.. ايوه، حقيقي.. ده كان كلامي أنا..

اوعى تفتكر اني ايجابية بالوراثة أو ان جيناتي لها تركيبة خاصة..

ده أنا وده كان حالي في اكتوبر ٢٠١٣.. 

لحظة قلت فيها لجوزي الكلام ده.. ما كنتش وقتها مريضة.. ولا كنت فقدت حد غالي عندي..

ولا كان عندي ضائقة مادية ولا متضايقة في شغلي..

ولا كان حد من ولادي تعبني ولا كان جوزي مشغول عني..

كانت كل حاجة برايا وحوالايا تمام.. 

كان اللي يشوفني من بره يقول دي عندها كل حاجة! يابختها.. ويا ريت اكون مكانها..!!

ومن جوه؟

كنت تعبانة ومش قادرة اكمل الحياة..

كان جوايا صوت بقى عالي قوي.. صوت ناقد.. طول الوقت مش راضي عن ادائي مهما عملت..

طول الوقت بيقول لي انت مُقصرة في كذا، وبقيتي اوحش في كذا.. وانت مهملة في كذا..

صوت كان شغال طول ما انا صاحية.. وبصوت عالي لدرجة اني مش سامعة الأصوات اللي بره.. اللي بتشجعني او بتمدحني او بتقول لي برافو..

الصوت فضل يعلا ويعلا لحد ما بقيت مش عايزة اصحى… مش عايزة اكمل الحياة ومش مستحملة كلمة من حد..

لحد يوم ما قلت لجوزي اني مش قادرة اكمل الحياة..

بعد اليوم ده بيومين مرت عليا لحظة فرقت في علاقة وفرقت في حياتي وكانت نقطة التحول - بفضل ربنا - اللي بيها بقيت أنا دلوقتي.. الشخصية الإيجابية اللي بتحب تقرأ لها علي السوشيال ميديا او تتفرج على فيديوهاتها أو تحضر البرامج اللي بتقدمها..

 

ايه اللحظة دي؟ والأهم مين بطلها، او بمعنى اصح مين بطلتها؟

اللحظة كانت بعد جملتي لجوزي بيومين.. كنت في الشغل وكنت مش تمام.. ماحدش من اللي حوالايا لاحظ اني مش تمام.. الا هي.. شافتني وقالت لي صباح الخير..ومن ردي هي لاحظت.. 

هل من نبرة صوتي؟ هل من لمعة عيني؟ هل من قعدتي قدام الكمبيوتر؟ لاحظت منين ماعنديش فكرة وما سألتهاش.. انما لاحظت.. وسألتني مالك؟ حاجتين نادرين في عصر السرعة اللي احنا فيها.. اننا نلاحظ اللي حوالينا وهما مش تمام واننا فعلًا نهتم ونسأل "مالك" بحرارة، بصدق، من القلب..

اول ما سألتني مالك بدأت عينايا تتملي دموع.. اخدتني من ايدي وقالت لي تعالي نقعد في مكان لوحدنا..

قعدت معايا وسمعتني.. قلت لها مش قادرة اكمل الحياة.. فضلت تسمع بحضور تام وانصات عالي.. وبعدها طلبت مني واجب اعمله.. وقالت لي نتقابل الأسبوع الجاي وهاتي الواجب معاكي..

عملت الواجب وأنا في الم.. الألم كان شديد والبكاء كان اشد.. انما عملته وكأنه اخر قشة بتعلق بيها قبل ما اغرق في ظلمات النفس.. 

بعدها باسبوع اتقابلنا.. وقريت لها اللي كتبته زي ما طلبت.. وادتني واجب تاني.. واتكررت نفس الحاجة.. انما الألم كان اقل.. ولما اتقابلنا تالت مرة وقريت لها تاني واجب كان زي ما يكون حد فتح شباك في اوضة مكتومة ومعطَّنة.... دخل منه نسمة هوا لطيفة منعشة.. زي ما يكون حد نَوَر لمبة سهاري في قبو مظلم.. ولاقتني.. 

لاقتني بدأت اشوف.. نفسي والدنيا من منظور جديد.. من زاويا مختلفة.. ومن يومها وانا ممتنة ليها.. 

للمعالج النفسي الإنسان المعطاء "دينا فريد"..

اللي هفضل ممتنة لها طول عمري.. 

وهفضل اشكر ربنا عليها لحد اخر نفس..

انه استخدمها علشان تشوفني يومها، وتشدني من ايدي وتنقذني من نفسي ومن الصوت القاتل..

بعد قعدتي معها الصوت فضل يقل.. لحد ما وقف.. وفي يوم روحت قلت لها اني كنت فاكرة ان الصوت ده أنا وانه عمره ما هيفارقني.. واني حاسة ان زي ما يكون حد شد الفيشة.. عن موتور او جرار كان عامل صوت صاخب مزعج قاتل.. 

 

لحظة.. فرقت في علاقتي بيها..

لحظة فرقت في علاقتي بنفسي..

لحظة خلت زوجة وأم وموظفة حاسة انها مش قادرة تكمل الحياة تقف على رجلها تاني..

وبدأت من اللحظة دي رحلة مع نفسي بالقراءة وطلب المساعدة والإستعانة بدينا نفسها وغيرها علشان اطيب نفسيًا..

ولما بدأت اطيب فكرت في اللحظة دي و قررت اني اساعد غيري من قلبي..

لحظة من يومها وانا بقول لدينا فريد كل انسان بساعده انت ليكي نصيب فيه.. 

لما ساعدتيني انت ساعدتي كل حد في دوايري.. وكل الناس اللي في دواير اللي بساعدهم..

 

انسان.. ممكن يفرق في علاقات ويفرق في المجتمع.. 

بإنه بس يكون حاضر.. ويهدي ايقاع الحياة.. ويبطل جري..ويلاحظ اللي حواليه.. ولما يلاقيهم مش تمام يقف ويسأل "مالك".. من القلب مش من السطح..

مالك بصوت اهتمام.. بحب.. بأمان..

لحظة حسيت فيها بالأمان.. اني هتكلم ومش هيتحكم عليا.. ومش هيتقال انتي بتتبطري.. ولا انت بتتدلعي..

لحظة.. 

وهي الحياة ايه غير لحظات؟ وعلاقات؟ 

ياللا ندعي لكل من وقف جنبنا في يوم كنا فيه مش قادرين نكمل الحياة .. 

ياللا ندعي ربنا يسخر لنا جنود تفتح لنا طاقات نور وقت العتمة....

ياللا نتصرف مع اللي حوالينا زي دينا فريد.. كإنسان.. معطاء.. 

#علاقات_في_لحظات

#مشاعر

#ذكريات

#الخير_موجود

#اروي_غيرك

#تفاءلوا



بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها