تقى واحساسها بالتقصير

insights life_lessons strategies teenagers

تقى طالبة في المدرسة.. وواحدة من المشتركات في برنامج قيادة الذات اللي باقدمه للمراهقين.. معانا في فريق خدمة المجتمع، فريق “كن إنسانًا”…الشهر ده كان عندنا معرض لمنتجاتنا اليدوية اللي من صنع افراد الفريق.. منتجات ايرادها بيمول مشاريعنا لخدمة المجتمع.. المعرض كان متخطط له مكان وميعاد.. وبسبب العاصفة والمطر احتاجنا نغير المكان والميعاد.. وبدل ما يبقى يوم جمعة بقى يوم حد.. والمراهقين كان عندهم دراسة، وبالتالي يوم الأحد مش هايكونوا معانا في المعرض.. قبل المعرض كنت باتكلم مع قائدة معانا في الفريق – وهي والدة تقى في نفس الوقت – لاقتيها بتقول لي ان تقى هاتيجي تساعد في المعرض.. هاتفوت اليوم الدراسي وتيجي المعرض…

يوم المعرض الصبح تقى وصلت، قعدت جنبها وشرحت لها بورقة وقلم محتاجة منها مساعدة في ايه.. وبدأت تشتغل بتفاني.. وبعد شوية بنتين تانيين قرب سنها وصلوا مع امهاتهم وبدأوا يساعدوها.. هي تشرح لهم مطلوب ايه وهما يعملوه.. فضلت من الساعة عشرة للساعة واحدة ونص بتشتغل بتفاني.. بتنظم وتسعر وتفرز وتصنف.. بتعرض وترص.. بتبيع وتجمع الفلوس.. وفي نهاية المعرض سلمتني الورق اللي مكتوب فيه اللي التفاصيل اللي طلبتها منها وظرف الفلوس..

شكرتها.. ولاقتها بتشرح لي ان في حاجة واحدة بس من المنتجات هي ما عدتهاش قبل البيع لأنها وصلت متأخر بعد ما المعرض بدأ وهي كانت مشغولة في البيع.. سمعتها بإنصات وشكرتها تاني واخدت منها الظرف..

بعد المعرض بعت رسالة شكر لتقى وردها على الرسالة نور عندي لمبتين..

بعد ما شكرت تقى في الرسالة، شرحت لها اني بعد كده هاطلب من المسؤولين عن تسليم المنتجات يسلموا قايمة بالمنتجات وعددها، بحيث ان اللي بينظم ما يحتجش يقعد يعد قبل البيع.. علشان نتدارك اللي حصل مع المنتج اللي وصل متأخر في المعرض اللي فات.. ورد تقى اتقسم لشقين، شق بتتأسف على تفاصيل في الشغل انا ما طلبتش منها تعملها.. وشق تاني مقترحات للتطوير في المعارض الجاية بناءًا على تجربتها..

واللمبة الأولى الل نورت عندي اني ما طلبتش من تقى تفاصيل كتير.. وده كان مقصود، لأنها اول مرة تبقى مسؤولة عن المعرض.. وبالتالي اديت لها مهام محددة ومختصرة، على اساس اني كل مرة ازود شوية لحد ما تلم بكل التفاصيل.. وفكرت هل بنعمل كده مع ولادنا؟ بالرغم ان تقى اشتغلت بتفاني الا انها اعتذرت عن مهام ما طلبتهاش منها..وتولد عندها احساس بالتقصير.. ومن هنا فكرت اننا محتاجين نتواصل اكتر ونشرح للناس ان الشغل فيه مهام كتير.. الأول دي اهم حاجات.. وكل ما يتقنوها ويتمكنوا منها نزود تفاصيل اكتر واحدة واحدة..ما نتوقعش منهم انهم يقوموا بكل التفاصيل من اول مرة وتكون كلها صح..

اللمبة التانية اني لما رديت على تقى وشرحت اني ما طلبتش منها تفاصيل كتير بالقصد.. واني بافكر ازاي نحسن المرة الجاية، وده شجعها تشارك من تجربتها ايه محتاج يتحسن.. وده نور لي لمبة أهمية اننا نسأل اللي بينزل ارض الواقع عن تفاصيل التجربة وازاي ممكن نتحسن، مهما كان سنه وحتى لو دي اول مرة له يشتغل.. لأن كل مرة تساوي خبرات مكتسبة ودروس مفيدة للتطوير..

ياللا نشجع ولادنا يتحملوا مسؤولية..

ونمرنهم عليها حتة حتة..

ونشكر ونشجع مجهودهم..

ياللا نطلب منهم مشاركة رأيهم في التطوير المقترح..

ياللا نتعامل مع كل حد فيهم كإنسان مش “طفل”

انسان عنده ملكات وامكانيات وقدرات وصوت وشخصية تحترم..

ياللا نربي ولاد مؤثرة في المجتمع..

ياللا ننهض ببلدنا..

مصر بتنادينا، مصر دين واجب علينا..

بينا لنهضة مجتمعية..

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها