ايه الخمس خطوات اللي بيهم تتحول من ضحية لمبادر؟

6 thinking hats 7 habits attitudes coaching de bono mars venus parenting proactivity stephen covey the leader in me thinking skills

أنا خلاص مش عايزة اتعامل مع أطفال تاني!

جملة قلتها بيني وبين نفسي من ١٦ سنة. وقتها كنت بشتغل مُدرسة في حضانة. وولادي كانوا صغيرين. أطفال في البيت وأطفال في الشغل، متابعة وتربية وصبر وأنشطة واشرحي وكرري.. وصلت وقتها إني مش عايزة اشتغل مع اطفال. وفعلًا طلبت وقتها نقلي للمدرسة واني اتعامل مع كبار. ولما اتسألت كبار يعني تلاميذ في ابتدائي؟ قلت لأ.. كبار يعني إعدادي أو ثانوي. وقتها كانت خبرتي صفر في التعامل مع الكبار. وتقدمت لي نصايح من ناس مختلفة اني اتجنب السن ده، سن المراهقة لأنهم متعبين جدًا، ومش هيعملوا الواجبات ومش هيجيبوا الأدوات وووووووو.. وكلام كتير. 

بدأ العام الدراسي الجديد وفعلًا بدأت اشتغل مع الكبار. ولاقيت ان فعلًا السن مختلف. وكتير من اللي اتقال كان بيحصل. واجبات معمولة اي كلام، او مش معمولة، تأخير علي الحصة أو نسيان الكتب والأدوات وخلافه. مش من الكل صحيح، انما من كتير منهم. فضلت خلال السنة في عملية كر وفر ووصلت لنهاية السنة وعملت مع نفسي وقفة.

سألتني إيمان هل تعتبري نفسك نجحتي مع الكبار؟ وكان ردي لأ. التعليم بالنسبة لي سلوكيات ومواقف وأخلاق، مش منهج ودرجة، والنتيجة اللي وصلت لها أخر السنة ماكنتش راضية عنها. قعدت مع نفسي في الأجازة الصيفية على البحر وسألتني هنعمل ايه؟ هنرجع نشتغل في الحضانة؟ وكان الرد لأ، أطفال وولادي صغيرين لأ. طيب هنسيب الشغل؟ كان برضه لأ، أنا فعلًا بحب التدريس. قضيت مدة افكر ونورت معايا لمبة. لمبة كنت اتعلمتها من كتاب ستيفن كوفي، مؤلف كتاب العادات السبعة للأشخاص الأكثر فاعلية.

 

موقف/Attitude المبادرة وقيادة الذات

نورت معايا أول عادة كنت قريتها في الكتاب. إني ابادر. إني لما الاقي نفسي في موقف مش عاجبني افكر في حلول وابادر في تنفيذها. ارفض دور الضحية واستخدم الموقف اني ابادر واقلب الموقف لنجاح بدل من اعتباره مشكلة او ظروف أو صعوبات أو مؤامرة كونية ضدي أنا شخصيا دونًا عن كل سكان كوكب الأرض والكواكب التانية!

فكرت شوية في الطلاب ولمبة تانية نورت معايا. هما مش متعاونين لأنهم مش فاهمين علاقة اللي بيدرسوه معايا بالحياة، تطبيقه ايه في الحياة. ايه فايدته. فبيعملوا الواجب اي كلام ويقعدوا في الحصة وهما مش معايا. ايه الحل؟ فكرت اني ابادر بإني اصمم مشروع يطبقوا من خلاله اللي بيتعلموه معايا. اخترت عنوانكن إيجابيًاواخترت قصة ذو القرنين. وبدأت ادرس لهم قصته وازاي اتحرك في الأرض وعمل فرق واصلح وطلبت من المدرسة اني انزل بالطلاب ونعمل مشروع خدمة مجتمع نطبق فيها اللي اتعلمناه من قصة ذو القرنين. 

بدأنا نحضر المشروع والطلاب قليل منهم متعاون، والعدد الأكبر متشكك في الموضوع، لحد ما نزلنا زيارة استكشافية وبدأنا نخطط للمشروع وواحدة بواحدة الطلاب بدأوا يتجاوبوا والعدد اللي بيتجاوب زاد، وبدأت الطلبة تيجي الحصة بالأدوات والواجب النظري تحول الى واجب عملي مجتمعي وبقوا محتاجين يفكروا ويعملوا عصف ذهني ويحسبوا ميزانية وكلام كتير وتحول الفصل الى طلاب متجاوبة متفاعلة. بسبب ايه؟ بسبب موقف محوري مهم قوي يكون عند القائد. موقف اسمهالمبادرة“.

انت منتصر ولا ضحية؟ مفهوم اتعلمته وأنا بدرس شهادة الكوتشينج مع مدرسة المريخ والزهرة. مفهوم بيتطلب مننا واحنا بنعمل كوتشينج لعملاء اننا نوضحه من الأول. يعني اقول للست اللي بعملها كوتشينج قبل ما نبدأ مع بعض حتى أول جلسة اني منتظرة منك تتبني عقلية المنتصر، مش الضحية. المنتصر مش بيقدم اعذار ولا حجج. مش هيقول سن المراهقة صعب ولا الطلاب متعبة ولا أنا ماعنديش خبرة مع السن ده. ده كلام الضحية The Victim. أما المنتصر هيقول ايه ممكن تكون فكرة جديدة اواجه بيها الموقف ده؟ ازاي ممكن اطلع من التجربة دي بمكسب، ازاي ممكن احسن المكان اللي أنا فيه. ليه هيفكر كده؟ لأنه قائد. عايز وحط تحت عايز دي ١٠٠ خط، عايز يقود نفسه من نقطة الف لنقطة باء وعلشان عايز هيفكر ويبادر وهو متبني عقلية المنتصر مش عقلية الضحية.

 

موقف/Attitude المبادرة والعدوى

من اجمل الدروس الحياتية اللي طلعت بيها بعد تجربتي مع المشروع هي قصة العدوى. إن حس المبادرة مُعدي، زي ما فيروس الضحية مُعدي. يعني لما بدأت ناس تدهن الأرصفة من كام سنة في مصر أو تنضف الشوارع، الموضوع بدأ ينتشر. لما بدأت ناس تدهن جرافيتي على الجدران، الموضوع بدأ ينتشر. كمان المبادرة كده. وقت لما بدأت المشروع كنت لوحدي، بعدها بدأ طلاب يتجاوبوا، عددهم كان قليل وبعدين بدأت العدوى تنتشر لحد ما اغلب الطلاب بقوا بيشتغلوا بحماس. والنتيجة؟ أن المشروع كسب جايزة دولية لأحسن مشروع خدمة مجتمع على مستوى مدارس البكالوريا الدولية في افريقيا والشرق الأوسط. خبرتي كانت ايه مع السن؟ صفر. خبرتي كانت ايه مع خدمة المجتمع؟ صفر. كان معايا كام مدرس غيري في المشروع؟ صفر. كان معايا كام طالب من سن المراهقة؟ ٧٩ طالب! ايه كان معايا؟ استعانة بربنا + رغبة حقيقية اني اوصل للطلاب واساعدهم يربطوا اللي بيتعلموه في الفصل بالحياة + موقف المبادرة. 

 

 

ازاي نتبنى موقف المبادرة، وفين وامتى..؟

اسئلة مرتبطة ببعض. هل هنمشي نبادر في كل مكان وكل زمان ومع كل الأشخاص؟

بالاقي ناس بتحاول تبادر في انها تصلح الكون وبيتها خربان. أول مبادرة هي مبادرة في دوايرنا الصغيرة. اننا نبادر وفي ذهننا الحديث الشريف:”كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته.“ فنبادر في بيتنا، بدل ما اشتكي ان جوزي مش بيسمعني ولا اهلي ما بيثقوش فيا ولا إن ولادي متعبين ولا اني مش لاقية شغل، ابادر، اتعلم ازاي اتكلم لغة اهل المريخ علشان اتفاهم مع جوزي، او ازاي اكسب ثقة الناس واتصرف بطريقة تخليني اكسب ثقتهم. او اتعلم ازاي اطبق فعلًا منهج التربية الإيجابية اللي قلبت الكتيب بتاعه لورق اصفي عليه البطاطس من الزيت، أو ازاي اتطوع وانمي مهاراتي واعمل علاقات تساعدني الاقي شغل.. ازاي ابقى مبادر؟ ابدأ منين؟ خمس خطوات معاك:

١- إني ابادر في دواير مسؤوليتي. وقت المشروع بتاع كن ايجابيًا حركني احساس المسؤولية تجاه طلابي، اني مسؤولة عن تعلميهم. وعليا بالتالي اني ابادر. 

٢- إني اسأل نفسي ايه اللي تعبني في الدواير دي؟ وقت المشروع كان تعبني اللامبالاة بتاعت الطلاب، عدم تجاوبهم واحساسي بالفشل معاهم ورغبتي الشديدة اني اكمل تدريس. كان تعبني اني بحب التدريس واني مش واصلة لهم. 

٣- افكر ازاي ممكن الاقي حلول مبتكرة للي تعبني. ازاي احقق النقطة دي؟ اني افكر بعقلية المنتصر يعني بلغة سهير البابلي في مسرحية مدرسة المشاغبين برضه هتجاوب يا بهجت على السؤال.. هتتعلموا يعني هتتعلموا، وده محتاج موقف المثابرة وحس الفضول. وممكن يحتاج مني اني انمي مهارات التفكير علشان اقدر افكر احسن. وممكن يحتاج مني اني اعمل عصف ذهني مع ناس غيري واتكلم معاهم علشان نفكر مع بعض. المهم اني الاقي حلول مبتكرة.

٤- اني اهم من كل اللي فات اجدد نيتي واستعين بالله. يعني استعين بالله علشان ابادر وعلاقتي بجوزي تتحسن او ولادي يتجاوبوا او الطلاب يتفاعلوا.… اني افتكر إن النية هي العامل الرئيسي وإن الاستعانة هي السحر، هي المفتاح اللي يفتح كل الأبواب ويوريني أبواب جديدة ماكنتش اعرف إنها اصلًا متاحةأنا بس عليا اني ابادر والفتح والنصر هيجي من عنده هو. البصير، القريب، الفتاح. مش مني.

٥- اني استمتع وأنا بابادر واطلع نفسي من المعادلة. اتحلى بحس المغامر المتحمس. اللي عارف ان عليه السعي بالله ولله، بدون قلق من النتيجة. وده من وجهة نظري زي صلصة الفتة بتاعت امي. بتعرف تظبطها مش زي اي حد، لأنها بتعملها بمنتهى الحب لنا، لبناتها. لو بتعملها بقلق من النتيجة وخوف على شكلها قدامنا و توتر من انها ما تطلعش حلوة زي فتة فلانة ولا زي الفتة اللي عملتها من عشرين سنة لما كانت لسه في شبابها، كانت هتطلع مش مضبوطة لأنها مليانة طاقة سلبية، خلطة توتر على قلق وخوف و.. غير خالص خلطة الحب والاستعانة والتوكل والبهجة اللي بيستعملها اللي بيبادر وهو متحمس انه يجرب بنية.

 

 

من اجمل الكتب اللي قريتها في موضوع المبادرة كتاب عن قصة حقيقية اسمه The Leader in Me 

عن مديرة مدرسة وازاي حس المبادرة عندها غير المدرسة والمدرسين والطلاب واولياء الأمو. غير حياة الملايينواحدة ست نشرت عدوى المبادرة في منظومة كاملة وبقى منهج دلوقتي بيتدرس. ست بادرت وتحولت الى علم يتدرس، يا ترى خلطتها كانت ايه؟

مقابلة مع ابن ستيفن كوفي عن قصة المديرة وازاي المبادرة بتاعتها بدأت وصلت لفين في اللينك ده:

shorturl.at/pGLOR 

 

فيديو قصير لستيفن كوفي عن المبادرة وعقلية المنتصر في اللينك ده 

shorturl.at/oQR48 

 

أحد الأفلام اللي بحبها جدًا في موضوع المبادرة فيلم In Pursuit Of Happyness

ازاي ربى ابنه على عقلية المنتصر واتصرف برغم كل الصعاب بالعقلية دي!

 

كتاب مفيد جدًا لتنمية مهارات التفكير باللغة الإنجليزية اسمه The 6 thinking hats - Edward De Bono

فيديو على قناتي على اليوتيوب بقدم فيه ملخص الكتاب في اللينك ده 

shorturl.at/kvxOP 

 

 

#الموقف_العشرين_المبادرة

#كتابة

#قراءة

#تعليم

#تطبيق

#مجتمع

#كن_إنسانًا

#سيب_اثر

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها