الخطاب الرابع: الإنتباه للرسائل الخفية

corona_quarantine life_lessons strategies teenagers

من حوالي اسبوعين – وفي ظل احداث الكورونا – بنتي ملك خلصت امتحاناتها في اعدادي هندسة..اخدت كام يوم اجازة تامة من ضغط الإمتحانات والمذاكرة والأبحاث والمشاريع.. وبعدها بدأت تطلب مني اتفرج معاها وقت اطول على مسلسل بنتفرج عليه مع بعض.. وبعدها بدأت تقترح نعمل انشطة مع بعض.. وبعدها بدأت تعمل اصوات تخبيط وهي في المطبخ بتحضر لنفسها فطار.. وبعدها بدأت تتحرك في البيت بخطوات عصبية.. وبعدها بدأت تعلي صوتها وهي بتتكلم..او تبرطم من بعيد عبر طرقات البيت..وبعدها بدأت تتخانق مع اهل البيت.. كل اللي عملته كان اساليب للتواصل.. استغاثة من بنت في سن المراهقة.. استغاثة منها لأهلها علشان ينقذوها في زمن الكورونا..

في الأول بدأت بالكلام.. بالطلب.. “نتفرج”.. “نعمل اشنطة”.. وبعدين..؟ وبعدين ومع ظروف الكورونا وحرمانها من المعسكرات اللي كانت بتشتغل فيها خلال الصيف طوال السنين اللي فاتت ومع حرمانها مع السفر معانا كعيلة او مع المعسكرات اللي كانت بتتفسح فيها – مش بتشتغل فيها- ومع حرمانها من الخروج مع اصحابها والبيات عند جدتها ولعبها طاولة مع جدها او خروجنا للسينما هي وانا.. مع الحرمان بدأت نفستيها ت”زيأ”.. زي الباب اللي بيزيأ ومحتاج تزييت..

احنا – كأولياء أمور – ممكن نتجاهل الباب اللي بيزيأ.. ونتعايش مع التزييء… نعيش في سلام داخلي اننا اختارنا اننا نتجاهل التزييء… لأننا مكسلين او مشغولين او مش فاضيين نزيت الباب.. او ممكن نختار الإختيار التاني بتاع اننا نزيت الباب علشان صوت التزييء مضايقنا.. وعايزين نرتاح من الصوت.. او ممكن نختار نفوض موضوع التزييت ده لحد.. فاقول لحد من اهل البيت ساعدني وزييت لي الباب.. انما هل بنحكم علي الباب؟ انه باب قليل الأصل.. او بيتدلع؟ او مش مقدر النعمة انه عايش في وسطنا؟ هل بنطلب من الباب او حتى بنتوقع منه يبطل تزييء من نفسه بدون تدخل؟ هل بنتخانق مع الباب ونرزع فيه لأنه بيزيئ؟؟

غالبًا لا.. الا لو احنا نفسنا بنزييء 🙂

ولادنا.. في سن المراهقة مع زمن الكورونا عاملين زي الباب اللي بيزييء..

محتاجين ايه؟ محتاجين زيت.. زيت اسمه زيت “التربية بحب”..مكونات الزيت:

– انا ملاحظ انك بتزييئ..

– انا متفهم ومتوقع ومستوعب انك مع الكورونا اكيد هتزييء..

– انت عندك مساحة انك تزييء..

—> طيب وهل يصح يعلي صوته ويبرطم ويتخانق مع اهل البيت؟

لا.. بالتالي باحط حدود:

– انا متاح علشان اسمعك واسمع احتياجاتك

– انا متاح في الوقت اللي يكون مناسب لنا احنا الإتنين

– انا متاح طول ما الصوت مش عالي والكلام محترم

– انا متاح اني اسمع بدون وعد اني اعمل/اوافق على حاجة من وجهة نظري كولي امر ممكن تعرضك او تعرضنا لخطر في زمن الكورونا

– انا متاح اني اقضي معاك وقت خلال اجازتك متناسب مع ظروف شغلي/مسؤولياتي لأني مش في اجازة

– انا متاح اني اوفر لك وسائل تساعدك تحاول تتبسط في الأجازة في حدود امكانياتي المادية…

—> طيب وهل انا عارف/دارس/متخصص اني اساعده يتعامل مع مرحلة الكورونا؟

بعضنا ايوه، اغلبنا لا..

بالتالي:

محتاج اسأل اهل التخصص من الأطباء النفسيين او اقرأ او ابحث على الإنترنت ازاي اساند ولادي اللي في سن المراهقة يعدوا فترة الكورونا بأقل خسائر نفسية.. وانا في ذهني ان ولادي بعد سنة دراسية غير عادية محرومين من السفر والفسح والتمارين والأصحاب والسينما والنادي والكافيهات والمولات.. وقاعدين معايا طول الوقت وانا لسه باجاهد نفسي في فن التغافل (اللي كتبت عنه الأسبوع اللي فات).. اساندهم ازاي؟

ابحث، اتعلم واساند.. ده دور الأهل.. ولادنا مش باب، ومش غنم محتاج اكل ومياه وفرشة يناموا فيها.. ولادنا بشر.. عندهم احتياجات “نفسية”..

محتاج الاحظ.. مش الكلام.. مش الكلام بس.. الصوت.. النبرة.. المشية.. العينين لو وارمة.. الدراعات لو فيها اثار تعوير او خربشة (ايذاء للنفس)… عدد ساعات النوم..الأكل.. ونوعياته وكمه.. لبسه في اليت ونكشة شعره.. كلها رسايل خفية..

محتاج انتبه للرسائل الخفية واساعد ولادي فعلًا.. لأن الكورونا دور برد شديد قد يكون مميت..

والألم النفسي؟ وتجاهله؟ المه والأثر اللي بيسيبه بيفضل سايب علامة لعقود مش اسابيع ولا شهور ولا سنين…. واحيانًا العلامة بتبقى جرح بينزف لحد الممات..

ابنك وبنتك، ابني وبنتي مش بيتدلعوا..

ولادنا محتاجين مننا الإنتباه للرسائل الخفية والدعم النفسي الحقيقي المخلص..

قوم يا مصري مصر دين واجب عليك..

قوم يا مصري.. مصر هاتقوم بتشجيعك لقرة عينيك..

قوم يا مصري ولادك كنز مصر..ولادك كنز مصري..

بدل ما تطنش رسايله الخفية.. احتويه وطمنه انك سنده لأنه غالي عليك..

#مراهق_في_زمن_الكورونا

 

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها