٧ مقادير لوصفة تملاك تفاؤل

attitudes depression mission statement optimisim reflection sickness special needs stephen covey vocal cords

يا ترى كام حد فينا مر عليه وقت اتمنى فيه الموت؟

في يوم من شهر مارس ٢٠١٠ مريت بالإحساس ده.. احساس بفقدان الرغبة في الحياة. احساس اني عايزة ارحل عن الدنيا. 

قبل اليوم ده بخمس شهور كنت مريت بأزمة صحية، فقدت فيها صوتي واحتجت معاها اعمل جلسات تخاطب واستخدم ميكروفون واقلل الحصص اللي بادَرِسها.. واحتجت كمان اغير شوية حاجات في عاداتي اليومية علشان احافظ على احبالي الصوتية بقدر الإمكان. ومع مرور الوقت، ومع جلسات تخاطب مختلفة في امكان مختلفة، فضل صوتي كل شوية يروح، وبقيت حاسة اني مهددة في اي لحظة اني اجي اتكلم مالاقيش صوت. وتملكني احساس بالعجز. ووصلت اني اتمنيت الرحيل. 

في الفترة دي، اعز صديقة ليا كانت متعاطفة جدًا معايا. واتأثرت وهي شيفاني في الحالة دي. اتفقت مع جوزي انها تاخدني ونطلع اسكندرية يومين نغير جو. وفعلًا الحت وصممت، وطلعت معاها. وصلنا الفندق، وسابتني في الاوضة لوحدي علشان تديني مساحة مع نفسي. 

قعدت فكرت بهدوء في وضعي وأنا عايزة ايه.. فكرت في ولادي، وفكرت ايه ذنبهم ان امهم بتتمنى الرحيل لأن صوتها تعبان ومش قادرة تشتغل مُدَرِسة زي ما بتحب؟ وفكرت في أمي واخواتي.. ومع الهدوء والتفكير افتكرت كتاب العادات السبعة للأشخاص الأكثر فاعلية بتاع ستيفن كوفي، وازاي شرح فيه مفهوم البوصلة وان الإنسان محتاج يكون عنده رسالة شخصية مكتوبة تكون هي البوصلة له في كل قرار او فعل هيقوم بيه في حياته.

مسكت كراسة كانت معايا وقلم وبدأت اكتب سطور.. وسطر ورا سطر كتبت رسالتي الشخصية.. وفيها كتبت اني استخدم صوتي لمساعدة المراهقين انهم يكتشفوا مواطن قوتهم وأهدافهم في الحياة. ووقفت وانا بكتب عند كلمة صوت وفكرت مع نفسي اني هفضل استخدم صوتي سواء احبالي الصوتية كويسة او لأ. هستخدم صوتي بالكتابة لو صوتي فعلًا مش طالع. إنما مش هستسلم. 

ورجعنا من السفر وأنا واخدة قرار اني هكمل الحياة، واستخدم صوتي، وهستسلم لقضاء ربنا بإيمان ان له حكمة من كل موقف او تجربة بمر بيها.

 

مرت الشهور وصوتي على نفس الحال، وأنا بعافر بصوت متقطع، بيتعب بشكل متكرر. لحد ما حصل وروحت استشرت طبيب تاني، وطلب مني اعمل عملية في الأحبال الصوتية، وبعدها جلسات تخاطب من جديد.. وبعد مرور تقريبًا ٣ سنين رجع صوتي تاني وبقى تمام، مش بيقطع ومش بيروح، ومطلوب مني مراعاة حاجات بسيطة للحفاظ عليه.

 

موقف/Attitude التفاؤل وقيادة الذات

التجربة بتاعت صوتي هي اكبر تجربة مريت بيها في حياتي واثرت فيا. تجربة دامت سنين، اكتشفت فيها نفسي من تاني. والأهم انها كانت بوابتي لعالم ذوي الاحتياجات الخاصة. بعد ما صوتي راح وبعد ما حسيت بالعجز، بدأت انظم مشاريع خدمة مجتمع في مدارس لذوى الاحتياجات الخاصة. ومع كل مدرسة زرتها، ومع كل مجموعة تعاملت معاها من غير مبصرين او صم وبكم او طلاب المدرسة الفكرية.. مع كل مجموعة منهم كنت بتعلم دروس كتير، انما على رأس القائمة درس محوري اسمهالتفاؤل“. كل حد في كل فئة من دول حقق نجاح او كان متميز كان عنده تفاؤل. كان مؤمن انه يقدر في يوم من الأيام يوصل، ينجح. كان عنده أمل.

وبعد زيارات كتير قضتها بين جدران المدارس، وبعد ما عملت عملية صوتي واخر جلسات تخاطب، وبعد ما رجعت اقف في فصل وادرس من غير ماستخدم ميكروفون، اتعلمت الدرس اللي صبغ العدسة اللي بشوف بيها الحياة. وبقيت اشوف الحياة بعدسة التفاؤل. نضارة الأمل. بقيت متأكدة إن مهما كان الليل طويل هيعدي. والشمس هتطلع وتملا الدنيا نور. 

لو تخيلنا العكس قائد عايز يتحرك تجاه هدف مُحَدَد قدامه، ومليان يأس واحباط، يا ترى حركته هتبقى عاملة ازاي؟ يا ترى سرعته هتكون ايه؟ يا ترى الرحلة بتاعته هتكون اجوائها عاملة ازاي؟ يا ترى علاقته باللي معاه هتبقى عاملة ازاي؟ يا ترى نبرة صوته ونظرة عينه والمفردات اللي بيستخدمها هتكون نوعها ايه؟

طبعًا لو فكرنا هنعرف ان حد بالحالة دي مش ممكن يقود نفسه ولا يقود ذاته. لأنه يائس واليأس باين عليه.

 

موقف/Attitude التفاؤل وموقف اليقين

موقف من المواقف اللي اتكلمت عليها قبل كده هو موقف اليقين. وبالنسبة لي هما وجهين لعملة واحدة. لو عندك يقين هتتفائل مهما حصل. مهما كان اللي بتتعرض له في حياتك. لأن عندك يقين إن أمرك كله خير. وعندك تصديق إن في المنع عطاء. يعني إن لما ربنا منع عني الصوت كان عطاء. اني اقف مع نفسي واكتب رسالتي الشخصية واستعملها كبوصلة وادخل عالم ذوي الاحتياجات الخاصة والبس نضارة التفاؤل. تعب صوتي كان عطاء. اتعلمت منه اليقين. مش بس التفاؤل. درس كان طويل، وتعبت خلال تعلمه جدًا. انما طلعت منه بموقف اليقين وموقف التفاؤل. 

 

 

ازاي تتبنى موقف التفاؤل؟

١- اقعد مع ناس متفائلة. لو حطيت سمكة في حوض سمك فيه سم هيحصل لها ايه؟ هتتسمم، صح؟ تمام كده انت لما بتقعد مع ناس مُحبَطة ومُحبِطة. انفد بجلدك من الناس المتشائمة.

٢- اقفش نفسك في ابسط المواقف. اللي مسيطر عليك افكار عاملة ازاي؟ مثلًا بتفكر اني مش هتلاقي مكان اركن العربية او مش هلاقي مواصلات او هروح المشوار الحكومي ومش هخلص اللي عايزه اوافكار انت بنفسك بتضخ بيها سم جوا عقلك. اقفش نفسك. وبعدها؟

٣- استبدل الأفكار السامة بأفكار مليانة تفاؤل. فكر نفسك ان ربنا مجيب، وانه عند ظن عبده بيه، ظنك بيه ايه؟

٤- استعن بالله في امورك ولا تعجز وتوكل وانت خارج من بيتك. ادعيه علشان تلاقي ركنة أو مواصلة. اطلب منه ييسر امورك في المشوار الحكوميخليه على صلة دايمًا بيه..هو السميع، البصير، القريب، المجيب.. فيه ايه أحلى من كده؟

٥- حط حاجات حواليك تساعدك تفضل متفائل. مثلًا مقولة عن التفاؤل علقها على دولابك، او البسي خاتم عليهتفاؤل“ (أنا لابسة الخاتم ده دلوقتي وده الُمفَضل عندي)، اشرب في فنجان مكتوب عليه تفاؤل. فكر نفسك لأننا بطبيعتنا عقلنا بيميل للنكد. احنا البشر - مش احنا الستات :) - او احنا الأمهات . عقلنا بيميل للدراما وبالتالي محتاجين نقاوم ده وننتصر عليه.

٦- استخدم التوكيدات الإيجابية. كل يوم قول لنفسك أنا متفائل، ويا سلام لو تكتبها. زي كده فيلم مطار الحب لما عبد المنعم مدبولي طلب من المريض يمشي يردد جملةأنا مش قصير اوزعه، انا طويل واهبل) وطلع ده علم فعلًا بيتدرس  وبيأثر على العقل الباطن ويخلي الإنسان يبقى متفائل. من سبتمبر ٢٠١٦ وأنا كل يوم بكتب لنفسي في كراسة التخطيط بتاعتي أنا متفائلة، آنا سعيدة، أنا ممتنة..أنا بشوشة.. بكتب حاجات تانية انما دول بالذات ثابتين معايا من اكتر من خمس سنين بشكل يومي. 

٧- اخيرًا ارسم إبتسامة على وشك، حتى لو مش عايز تبتسم. لحد ما تتحول الابتسامة الى عادة. وتبقى كائن بيتصدق طول الوقت، لأن الابتسامة صدقة. ولأن العلم بيقول Fake it until you make. ابتسم، وارسم التفاؤل وتلاقي نفسك على مر الوقت بقيت متفائل!

 

تجربة فقد صوتي والدروس اللي اتعلمتها منها كتبت عنها في كتاب الكتروني، اللينك بتاعه هنا:

https://bit.ly/3CkR52p

 

 

المقالة اللي كتبت فيها عن اليقين اللينك بتاعها هنا:

https://bit.ly/3wP3cU6

 

من الكتب اللي تملاني تفاؤل وأمل - وهو قصة حقيقة - كتاب بعنوان 

  “Can’t Hurt Me” For David Goggins

https://bit.ly/3Fm3aX2

 

 

#الموقف_الواحدـوـالعشرين_التفاؤل

#كتابة

#قراءة

#تعليم

#تطبيق

#مجتمع

#كن_إنسانًا

#سيب_اثر

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها