٤ مفاتيح تتعامل بيهم علشان الناس ما تستغلكش
”السبب في تغيير مجرى حياتي“
جملة افتتاحية شدتني جدًا من سنين، جملة اكتملت بحاجة محببة جدًا لقلبي، ”كتاب“.
جملة قالتها اوبرا وينفري - اشهر متحدثة اميركية أفريقية الأصل والغنية عن التعريف - ووقفت عند الجملة بانصات. قالت فيها ان كتاب هو السبب في تغيير مجرى حياتها. وقالت إن اسم الكتاب هو .Seat of the soul
طبعًا وقتها اول ما سمعت كده اشتريت الكتاب وقريته. كتاب دسم اختلفت مع بعض الفصول اللي فيه اللي تعارضت مع عقيدتي كمسلمة، واتفقت مع فصول تانية. وفضلت ادور على لب الموضوع. ايه اللي في الكتاب ده اللي غير حياتها او مجرى حياتها. وبعد بحث زي اللي بيدور عن ابرة في كوم قش، لاقيتها. وجدتها! لاقيت الفقرة اللي اوبرا قالت انها غيرت مجرى حياتها العملية!
الكتاب كان فيها الكاتب بيشرح ازاي كل فكرة عندنا أو فعل أو شعور بيحركه نية. وإن النية دي لها نتيجة (او تبعات). وان الإنسان مسؤول مش بس عن أفكاره ومشاعره وأفعاله. لأ، الإنسان مسؤول عن نيته لأنها لها تبعات لا يستهان بها.
الموضوع ما ابهرنيش الصراحة. فكرت ان بالنسبة لي النية مش حاجة جديدة. طبيعي إن الإنسان يركز ويجدد نيته وإن على نياتكم ترزقون وإنما الأعمال بالنيات. فايه الجديد؟ لحد ما هوب، وجدتها!
في الكتاب المؤلف شرح ان الحياة ملخصها حاجتين بيحركونا إما الخوف أو الحب. بس كده.
أنت ايه المحرك بتاعك في اغلب الوقت؟ أنا ايه المحرك بتاعي اغلب الوقت؟!
وقد كان. الوقفة المحورية مع الكتاب ومع النفس!
وقفت مع الفكرة دي وسألتني ايه المحرك بتاعي؟ وأنا بهتم بصحتي؟ إني خايفة اتحول لعالة على الناس. إني مستمرة في شغلي مش بستقيل واجرب شغل خاص؟ اني خايفة ابعد عن المجتمع اللي بنتمي له في شغلي وبقى لي فيه سنين طويلة. ليه بصلي؟ خايفة من التقصير في الفروض. ليه بشد على ولادي في موضوعات معينة؟ خايفة يتقال انهم مش متربيين. لاقيت المحرك عندي ايه؟ الخوف! في كل الحاجات؟ لأ في اغلبها! يا خبر!!
التهمت بقيت الكتاب وبدأت اراجع نيتي من افعالي، بدأت استبدل الخوف بحب. بدل ما اخاف جوزي يخرج مع اصحابه وينشغل عندي، احب جوزي فاتمنى له خروجة سعيدة مع اصحابه. بدل ما اخاف ابني يسوق بالليل على المحور، احب ابني وادعي له ربنا يحفظه واتمنى له السلامة. بدل ما اخاف ارد على الناس اللي بتطلب مني مساعدة لاحسن وقتي يضيع أو احس بالضغط، احب اساعد الناس فخصص وقت للرد واعمل ده ب“حب“.
موقف/Attitude الحب وقيادة الذات
بعد شهور من متابعة نيتي ومراقبة موضوع الحب والخوف نورت عندي لمبة. اني كنت متربية ومتبرمجة علي الخوف. هو البرنامج اللي كان شغال في الخلفية. ولما بدأت ابدل الخوف بحب لاقيتني عارفة اقود نفسي في المجالات اللي كان طول عمري عندي تحديات فيها. زي الرياضة والتغذية. بدل ما كنت خايفة العب رياضة لاحسن… او خايفة اكل لاحسن.. بقيت افكر اني همارس رياضة من باب الحب، الحب لنفسي ان صحتي تكون كويسة، والحب لعيلتي اني استمتع معاهم لو وصلت لارذل العمر، والحب لمجتمعي اني افضل اساهم واشتغل وانفع بحب.
وفهمت ان اللي موقفنا في التقدم في مجالات كتير في قيادة نفسنا هو الخوف. انه المحرك أو بمعنى اصح المعوق. واننا لو استبدلنا الخوف بحب، هنتحرك فعلًا ونتقدم.
موقف/Attitude الحب والمجتمع
المجتمع بالنسبة لي بيتلخص في الأسرة. أسرة + اسرة + اسرة = مجتمع.
تخيل حال المجتمع ايه لو المحرك داخل الأسرة الواحدة بقى الحب مش الخوف.
يعني بدل كلام الأهل للولاد ما يكون: ”اسمع كلامي أنا خايف عليك، او مش موافق انك تطلع الرحلة لإني خايف عليك، او بطل تخرج مع الصحاب دول لإني خايف عليك او بطل تمشي حافي لإني خايف عليك..“ تخيل لو الحوار تحول الى اني بحبك..:”بحبك وعلشان كده بديك نصيحة، بحبك وعلشان كده عايز اتطمن ان الرحلة دي مناسبة، بحبك وبتطمن لما الاقي اصحابك اصحاب كويسة، بحبك وجبت لك شبشب علشان يحميك من الساقعة..“
كلام ناعم، صح؟ نتخيل معاه إننا هنتحول لسوما العاشق في فيلم طير إنت. لأ. غلط مش صح. مش نتحول لسوما العاشق ولا سوما الحساس. هنتحول إلى ”إنسان“. مش مارد ولا جلاد ولا ناظر ولا شاويش. هنتحول لفرد في الأسرة محب، بيملى افراد اسرته حب وبيقود نفسه بحب. ونتحول لإنسان محب في المجتمع. طاقة نور وخير للغير. ويتحول الناس اللي معاه في اسرته لناس مليانة حب. شبعانة. متطمنة. فتطلع المجتمع تنشر وتنثر حب. بدل ما تطلع ناس خايفة، مشهوهة، مهزوزة تخرب في الدنيا وتفسد وتستدر العطف والاهتمام والحب من كل من هب ودب.
ده كان بالنسبة لي أهم جزء في الكتاب. إن كل حد فينا يشوف نفسه رسول حب للإنسانية. جاي الدنيا يتصرف بحب، يعمل خير يصلح به قدر استطاعته. تخيل تعيش في اسرة كده ومجتمع كده.
هل معنى كده إن الواحد يبقى طري؟ لين؟ مش حاسم؟
مين قال كده؟
موقف/Attitude الحب والإتزان
ازاي اتصرف بحب من غير ما الناس تستغلني او تيجي عليا؟ سؤال بيتطرح عليا كتير لما بتكلم عن التصرف بحب والرد بيكون باربع حاجات:
١- حب الصح
خلي حب الصح فوق الشخص نفسه.. ايه الصح؟
الرسول عليه الصلاة والسلام قال:“ لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها“. حب الحق والخير فوق حبك للأشخاص.
٢- حب مصلحة الشخص فوق حبك له
كتير بنتسامح مع ولادنا وندلعهم علشان بنحبهم، ده مش حب، ده ايذاء فى المدى الطويل. محتاجة علشان بحب غيري اخليه قد المسؤولية، اهذبه، اربيه، بحب مش بإرهاب.
٣- حب نفسك وحط حدود
مش معنى اننا نتصرف بحب إننا نيجي على نفسنا فنحب الناس ونهمل في صحتنا او هواياتنا او اهتمامتنا او اجازاتنا.. محتاجين نحب نفسنا كمان.. ونحط حدود مع كل شخص او شئ هيقف قدام اهتمامنا بنفسنا باعتدال
٤- حب لأخيك ما تحبه لنفسك
حط نفسك مكان الأخر سواء كان زوجتك او بنتك او امك او رئيسك او مرؤوسك.. شوف لو كنت مكانه كنت هتحب يتصرف معاك ازاي. واتصرف بالشكل ده معاه.. بحب.
الأم تيريزا لها مقولة بحبها بتقول فيها: ”لو بتحكم على الناس مش هيكون عندك وقت تحبهم.“ ست اخدت جايزة نوبل في السلام. كانت بتتصرف بحب تجاه الإنسانية بدون تصنيف ديني او عرقي او طائفي لأي إنسان. كانت بتتصرف بحب تجاه الإنسانية. قادت نفسها بحب، وخدمت الإنسانية بحب ووهبت حياتها لغيرها بحب. مش بخوف. ووصلت للعالمية وجائزة نوبل.
يا ترى ايه المحرك لك في حياتك اغلب الوقت؟ الحب ولا الخوف؟
ويا ترى لو خليت الحب هو المحرك لأفكارك ومشاعرك وافعالك، حياتك هتبقى عاملة ازاي؟ وحياة الناس اللي في دوايرك القريبة هتتأثر/هتتغير ازاي؟
اللينك ده فيه عشر دروس ملهمة من كتاب Seat of The Soul
مقالة عن اوبرا والكتاب وازاي غير مجرى حياتها العملية في اللينك ده
لمشاهدة فيلم تسجيلي عن الأم تيريزا وحبها للغير دوس اللينك ده
#الموقف_الخامس ـوـالعشرين_الحب
#كتابة
#قراءة
#تعليم
#تطبيق
#مجتمع
#كن_إنسانًا
#سيب_اثر
بعاداتي باصمم حياتي
سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها
