في خطوتين اتنين اعرف حلمك!

attitudes discipline dreams goals planning role models self-leadership

وأنا في ثانوية عامة مريت بتجربة اثرت جدًا في حياتي. فرقت في مسار حياتي وفرقت في فكرتي عن نفسي. وفرقت في اختياراتي وتصرفاتي بعد كده. 

كان طموحي إني ادخل كلية الإعلام، قسم إذاعة وتلفزيون. كنت عارفة كويس أنا عايزة ادخل كلية ايه وقسم ايه واشتغل ايه (قسم تلفزيون واشتغل مذيعة). 

وقت اختيار الأقسام كان عندنا ادبي وعلمي بس، في سنتي تحديدًا الوزير لغى علمي علوم وعلمي رياضة وبقى علمي. بس كده. وأنا باكتب استمارة القسم كتبت ”علمي“. والدتي وقتها طلبتي مني اعيد التفكير لأن أعلام ممكن من قسم ادبي. وأنا اصريت اني ادخل علمي. وفكرتها ازاي مش باحب الجغرافيا ولا ليا في الفلسفة والحفظ. وتمسكت بالعلمي. 

دخلت علمي وأنا محددة هدفي. اجيب الدرجة النهائية في الرياضيات. اكتر مادة بحبها وفكرت ان الدرجة النهائية هتساعدني اجيب مجموع عالي وادخل اعلام. 

بعد اول شهر في المدرسة جات نتيجة الامتحان الأول، وكان إني سقطت في المادة والدرجة ضعيفة جدًا. والدتي رجعت تتكلم معايا تاني ان انقل ادبي وانا اصريت على علمي. 

بعدها على طول والدتي راحت المدرسة ورجعت تزف لي خبر انها قابلت مدرستي وطلبت منها اني اخد معاها درس. أنا وقتها اتعصبت واتضايقت. ردي كان اني مش بافهم منها في الفصل، ازاي هفهم في الدرس. وأمي صممت، يا اخد درس، يا احول ادبي. وطبعًا اخترت اخد الدرس. 

بعد أول مرتين، لاقيت ان فعلًا المدرسة طريقتها في الشرح مختلفة جدًا عن المدرس اللي كان عندنا سنين قبلها، انما بدأت افهم من المدرسة في الدرس. والامتحان اللي بعده لاقتني عارفة احل. والمدرسة وهي بتوزع الورق الامتحان، بعد ما نادت علي اللي جايبين اعلى درجات، نادت على اسمي إني اكتر حد عمل تقدم. وصقفت لي. طلبت من الطالبات ما يصقفوش، وهي اللي اللي تصقف بنفسها. 

يومها رجعت سعيدة بالتقدم، وبتشجيع المدرسة. والدرس اللي بعده كلمتها عن هدفي. إني اجيب ١٠٠٪ في الرياضيات. سمعتني وقالت لي إني اقدر احقق الهدف ده. إن الموضوع كله محتاج ممارسة. في اخر الدرس كالعادة وزعت علينا ورق الواجب، وكانت بتطلب مننا في العادي نحل نص الأسئلة. معايا يومها طلبت مني احل الأسئلة كلها. لما باقي الناس اعترضت، المدرسة شرحت ان إيمان بس هي اللي تحل كله، مش انتم.

ليه؟ لأني كنت ببساطة اضعف من الباقيين. كانوا هما اشطر مني. وهي من خبرتها فهمت اني محتاجة اتمرن اكتر منهم لو فعلًا نفسي احقق هدفي. 

مرت الشهور وأنا باحل كل سؤال بيجي قدامي. كل سؤال. وعيني على هدفي، علشان اكون مذيعة محتاجة ادخل اعلام وعلشان ادخل اعلام محتاجة مجموع عالي وعلشان المجموع العالي محتاجة الدرجة النهائية وعلشانها محتاج احل كل سؤال. 

المدرسة مشكورة كانت معايا طول الشهور، بتشرح اللي معصلج معايا، بتنبهني بغلطاتي المتكررة، بتشجعني باستمرار. وقبل الامتحان شرحت لها قلقي من جزئية معينة في الرياضيات واني لسه مش متمكنة منها زي باقي الأجزاء، مهما اتمرنت. وكان ردها انها متأكدة إني هجيب الدرجة النهائية لأني .I did my best

مرت الامتحانات. وطلعت النتيجة. وجبت الدرجة النهائية. وزميلتي اللي كانت معايا في الدرس، اللي كان طول عمرها الأولى على الفصل من واحنا في ابتدائي ما جابتش الدرجة النهائية. يومها اتعلمت درس للحياة. لأ يومها اتعلمت دروس، من اهمها:

١- أهمية إن الواحد يكون عنده هدف واضح جدًا ومحدد

٢- إن الواحد يعبر عن هدفه مع مدرب او مدرس او منتور ويطلب منه توجيه ودعم لتحقيق الهدف 

٣- أهمية إنه يعمل اقصى ما عنده علشان يحقق الهدف بدون مقارنة نفسه بالأخرين 

٤- ضرورة إنه يصدق إنه يقدر يحقق الهدف ده 

٥- إنه يكون عنده ليه كبيرة/سبب يخليه متحمس إنه يتحرك تجاه الهدف 

٦- ضرورة إنه يشتغل بحب على الهدف/يشتغل حاجة بيحبها/يمارس حاجة بيحبها علشان يدي فعلًا اقصى ما عنده

٧- إنه يسمع صوت قلبه ويتمسك بهدفه

 

قيادة الذات والFocus 

من أول الناس اللي اتعلمت منها مبادئ قيادة الذات هو ستيفن كوفي، مؤلف العادات السبعة للاشخاص الأكثر فاعلية. في كتابه استخدم تشبيه جميل في العادة التانية، بالطيار. وشرح ازاي لو الطيار ماهر وطيارته اخر طراز ماعندوش وضوح هو عايز يوصل لفين هيتوه. هيحرق بنزين ووقت وجهد وفي الأخر هيوصل في مكان هو ما اختارهوش. مكان صدفة، مكان عشوائي. وبالتالي غيره، اللي ممكن تكون طيارته اقدم ومهاراته اقل، لمجرد إنه عارف وجهته هتكون نهايته افضل. لأنه محدد في هو عايز ايه. 

وبالتالي اللي عايز يقود نفسه محتاج يعرف هو عايز ايه.

 

ازاي اعرف أنا عايز ايه؟

ايه هو مش حلمك؟ علشان تعرف حلمك، ابدأ الأول بانك تعرف ايه هو مش حلمك. بعد نتيجة الثانوية العامة، والدتي لاقت ان مجموعي يدخلني هندسة وطب اسنان. اقترحت عليا واحنا بنملا ورق التنسيق اني اكتب هندسة لأني شاطرة في الرياضيات وجبت ١٠٠٪ او اني اكتب اسنان. وأنا كان ردي ان ده مش حلمي. وتمسكت بحلمي إني ادخل اعلام. كنت عارفة ايه هو مش حلمي. ودي خطوة اساسية علشان اللي عايز يقود نفسه ما يتهوش في الحياة مع زخم المعلومات والسلع والكورسات والمنتجات وخلافه. اعرف ايه هو مش حلمك.

 

ازاي اعرف ايه هو حلمي؟

حاجتين اساسيتين 

١- تسأل نفسك مين معجب بيهم في ايه لدرجة انك نفسك تبقى زيهم فيه

٢-  تقعد مع نفسك بهدوء في الطبيعة وتسأل نفسك نفسك تبقي مختلف عنهم في ايه

مثلًا أنا معجبة جدًا بالأم تيريزا.. 

سألتني ايه هو حلمي؟ إني اسعد ناس كتير، إني اكون مثال للإنسانية… إني اعيش واتطوع واخدم لأخر نفس في عمري.. زيها.. 

و؟ وعايزة أكون مختلفة عنها، إني اعيش.. اعيش واتبسط وافسح واسافر واستمتع بعيلتي واخد اجازات والبس لبس لطيف. عايزة أكون زيها في جزء من حياتي، مش كل حياتي. 

 

وبعد ما اعرف حلمي؟ 

وبعدين، بعد ما تعرف حلمك، تبدأ تركز على اول خطوة بس تجاه تحقيقه. اوبرا وينفري - الغنية عن التعريف - كانت بتسأل نفسها ايه احسن خطوة جاية؟ في قصتي كانت كل درس الخطوة الجاية إني احل كل الأسئلة، اللي بناخدها في الدرس وفي المدرسة. كل اسبوع كانت هي دي الخطوة. والخطوة الي بعدها كانت اني اقعد مع المدرسة بعد تصليح الواجب تشرح لي اخطائي وازاي اتحسن وتشرح لي محتاجة اركز على ايه.

وده من وجهة نظري تكتيك محوري لكل انسان عايز يقود نفسه ويحقق تقدم وينجح. محتاج يركز. محتاج Attitude اسمه Focus. بدون ما يشتت نفسه بالخطوات المستقبلية. زي الطيار اللي بيركز على الرحلة اللي هو فيها بدون تشتيت عقله في رحلات مقلبة  وهيعمل فيها ايه. حاليًا محتاج يركز في ال Next right step زي ما اوبرا وينفري شرحت.

 

احد الفيديوهات المفضلة ليا لستيفن كوفي عن التركيز والتسديد في اللينك ده:

shorturl.at/bfwBM

 

وفيديو ملهم لاوبرا عن جملتها الملهمة في اللينك ده:

shorturl.at/nyEHW

 

واحد الكتب الملهمة ليا جدًا في موضوع ان الواحد يركز على هدفه اسمه Start with Why for Simon Sinek 

بيشرح أهمية إن يكون عندنا ليه كبيرة وهي اللي تساعدنا نحدد ونركز على اللي احنا عايزينه. الكتاب متوفر منه ترجمة بالعربي. صورة غلاف الكتاب هنا:

shorturl.at/ksKMV

 

 

 

#الموقف_السابع_التركيز

#كتابة

#قراءة

#تعليم

#تطبيق

#مجتمع

#كن_إنسانًا

#سيب_اثر

 

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها