الصفة المحورية اللي محتاج تغرسها في ولادك علشان يكونوا ناجحين في حياتهم
وأنا في خامسة ابتدائي كان عندي تسع سنين. كنت مرة في محل مع أمي وعجبتني لعبة جدًا جدًا. طلبتها منها. قالت لي:“لو صمتي رمضان كله السنة دي هجيبها لك.“ رمضان كله؟ تلاتين يوم؟! لحد المغرب؟!
أمي صممت. سألتها طيب لو لعبة خلصت لحد ما رمضان اللي كان على الأبواب يخلص هيكون ايه العمل؟ قالت لي:“لو خلصت تبقى مش نصيبك.“
حاولت ازن، الح.. مفيش نتيجة. صيام شهر رمضان كله هو الحل من وجهة نظر أمي. رمضان وقتها كان في شهر اغسطس. حر شديد جدًا. وأنا طفلة حركية، عايزة انزل بالعجلة، وانزل البحر والعب. والنتيجة إني أمي صممت إني اصوم الشهر علشان تشتري لي اللعبة.
يوم ورا يوم بقيت اصوم. كنت وقتها زاهدة الأكل بطبعي ونحيفة جدًا، إنما العطش كان شديد. وكل ما اعطش افتكر اللعبة واعد الأيام. ويوم ورا يوم خلص الشهر. روحنا المحل زي ما وعدتني أمي. وعلى الرف العالي كانت اللعبة في انتظاري. من نصيبي!!
اللعبة دي كانت احلى لعبة حصلت عليها بالنسبة لي. لأني حسيت إني حصلت عليها بمجهودي. حسيت إني I earned it. وبعد ما مر اكتر من خمسة وتلاتين سنة على الموقف ده، اللعبة لسه موجودة في بيت أمي. صحيح اللعبة اتأثرت بسبب السنين. إنما لسه موجودة. شاهد عيان على سمة من أهم السمات اللي أمي غرستها فيا من طفولتي بدرس عملي استمر تلاتين يوم متواصلين في شهر اغسطس المغرب فيه في اسكندرية كان في الثامنة مساءًا.
المثابرة Grit
كتاب بنفس العنوان قريته لمؤلفة ملهمة. طريقة عرض المحتوى مع ترتيب الفصول مع سرد الأمثلة خلى الكتاب من كتبي المفضلة. اتكلمت فيه المؤلفة عن المثابرة، وايه اللي بيخلي إنسان عنده مثابرة وإنسان تاني لأ. وشرحت تأثير التربية خلال مرحلة الطفولة على إن الإنسان يكون عنده مثابرة وعزيمة لما يكبر. ومن الكتاب فهمت إن أمي غرست فيا سمة المثابرة بالموقف العملي بتاع صيام شهر رمضان للحصول على اللعبة.
قيادة الذات وال Grit
موقف/Attitude اساسي ومهم جدًا إنه يكون عند الإنسان اللي بيقود ذاته انه يكون عنده مثابرة، Grit.
مثابرة إنه يفهم نفسه علشان يقودها. مثابرة إنه يفهم اللي حواليه علشان يقود نفسه وعلاقاته. مثابرة إنه يهتم بصحته. إنه يتعلم ويتطور. إنه يواجه التحديات اللي بتقابله. إنه يكمل اللي بدأ فيه. إنه يشتغل على حلمه. مثابرة إنه يقود نفسه من الوضع اللي هو فيه حاليًا للوضع اللي بيتمنى يوصل له.
المثابرة والمكافأة
لما كنت صغيرة أمي حددت إن المكافأة لو ثابرت هي اللعبة. وثابرت وجات لي اللعبة. لما كبرت فهمت الفرق بين المكافأة الخارجية والمكافأة الداخلية. الخارجية هدية، خروجة، فسحة، شهادة، درع، مكافأة مادية. أما الداخلية فهي إحساس.. إحساس الإنسان لما يثابر ويحقق نتيجة، إنه سعيد، فخور، إنه حقق الهدف، إنه انجز، إنه وصل للي بيسعى له.
قيادة الذات والمكافأة
من وجهة نظري المتواضعة، القائد الحقيقي المكافأة اللي فعلًا بتفرق معاه هي المكافأة الداخلية، احساسه لما يثابر وينجح. فكرته عن نفسه اللي بتبقى احسن. مهاراته اللي نماها وطورها خلال السعي. قدراته اللي اتحسنت خلال الرحلة. هي دي بتكون المكافأة الحقيقية.
المثابرة هي موقفAttitude/ من أهم المواقف اللي يتحلى بيها الإنسان اللي في سعي إنه يقود حياته. إنه يعيش كقائد مش تابع، كمنتصر مش ضحية. مش ضحية الظروف ولا الأحداث ولا مين عمل فيه ايه ولا الجو كان حر ازاي ولا مديره عمل ايه ولا حظه كان عسر ازاي. مفيش حجج ولا أعذار. فيه رغبة للوصول للهدف + مثابرة = مكافأة داخلية بإحساس لذيذ من ألذ الأحاسيس في الحياة. إحساس الانتصار على الكائن الضعيف اللي جوانا اللي بيوسوس في ودانا طول الوقت ويقول لنا Give Up, Play Little, You Can’t, You Won’t!
اوعى تسمع له، انت تقدر، اوعى تنهزم، ثابررررررررر.
لو عايز تتعلم اكتر عن المثابرة الكتاب اللي اتكلمت عنه هنا:
لو عايز تتعرف على مثال ملهم جدًا بالنسبة لي في القبول والمثابرة اتفرج على الفيديو ده:
ولو بتحب الأفلام، فيلم ملهم جدًا ومستوحى من قصة حقيقة - البطل فيه عبر عن معنى المثابرة بشكل رائع مقطع منه هنا
#الموقف_الرابع_المثابرة
#كتابة
#قراءة
#تعليم
#تطبيق
#مجتمع
#كن_إنسانًا
#سيب_اثر
بعاداتي باصمم حياتي
سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها
