٣ إجابات هيعملوا نقلة محورية في حياتك

afghanestan books change faith fears fiction hope hosseini limiting beliefs novels reading shafak struggle

"انت كل الكتب اللي بتقريها من النوع ده؟ مش بتقري Fiction؟"

سؤال من واحدة صاحبتي لعب دور محوري في أنا مين وبعمل ايه، بفكر ازاي، حياتي اتغيرت ازاي من يومها لحد النهاردة..

 

سؤال خلاني استوعب إن ربنا سبحانه وتعالى بيبعت لنا رسايل من خلال عباده عشان نصحى ونسعي ونقوم بالدور اللي خلقنا عشان نقوم بيه.. ونفس السؤال خلاني اتسأل كام رسالة فاتت مني، ما سمعتهاش، ما لاحظتهاش، ماكنتش حاضرة وقت وصولها.. وسؤال خلاني انتبه قوي لما حد يعلق أو يسأل او يقترح أو يطلب.. بقيت مركزة في اللي بيوصلني من ربنا سبحانه وتعالى من خلال الناس، عباده.. واكتب بعدها وافكر اعمل ايه، هي رسالة فعلًا ولا لأ.. ومطلوب مني اعمل ايه لو رسالة..

 

ايه حكاية السؤال؟

اقول لك..

صاحبتي واحنا قاعدين في البلكونة عندي، كانت لاحظت حبي للقراءة، وكنت مركزة وقتها بس على كتب التنمية الذاتية، وهي سألتني لو بقرأ روايات. وأنا كان ردي إن قراءة الروايات تضييع وقت.. طبعًا هي اعترضت وكان لها رأي تاني. واقترحت عليا اقرأ لخالد الحسيني، كاتب من افغانستان. 

المهم اني سمعتها وبعد كام يوم من التردد قررت اجرب، هخسر ايه؟ تمن الكتاب، والوقت اللي هقضيه في القراءة. فكرت اني اقرأ كام صفحة ولو مش عجبني اسيبه.

 

جبت الكتاب، وكان حوالي ٤٠٠-٥٠٠ صفحة.. وبدأت اقرأ.. صفحة ورا صفحة، والقصة شدتني ولاقتني مش عايزة اسيب الكتاب. الفضول قاتلني، واقرأ واندهش، واقرأ واتعجب، واقرأ وابكي، واقرأ ودموعي تنهمر، وأقرأ واغضب من البطل، واقرأ.. والكتاب خلص!

 

وقفت يومها افكر في تفكيري السطحي إن قراءة الروايات تضييع وقت.. وازاي الرواية كان فيها رسايل كتير قوي، عن العدل والحب والأخلاق والإحسان والإرهاب والتعصب..

 

ايه ده.. كل ده من رواية.. لا كمان كان فيها عن افغانستان قبل الحرب، ولاقتني كأني سافرت هناك، من وصف الكاتب المشوق.. لاقيت اني اتعرفت على ثقافة وتاريخ ودرست سياسة وجغرافيا من الكتاب.. ولاقتني بدور على كتاب تاني له، وتالت، وبعدين بدأت اقرأ روايات بالإضافة للنوعيات التانية اللي كنت اصلًا بقرأها.

 

ايه الجديد؟

الجديد إن الرواية دي كانت بوابة ليا على قراءة الروايات، بعد انقطاعي من ايام ثانوي عن الروايات المصرية الرومانسية. وخلال السنين الطويلة دي كنت فاكرة إن كل الروايات "فيلم عربي رومانسي قديم في صورة كتاب نهايته سعيدة". لحد ما قرأت عداء الطائرة الورقية أو The Kite Runner لخالد الحسيني. ولاقتني داخلة عالم جديد من المعرفة والفكر والإبداع.

 

ايه الجديد برضه؟

الجديد إني بعد رواية من الروايات، كانت لكاتبة تركيا اسمها Elif Shafak,  حسيت اني كان نفسي اكون أنا المؤلفة بتاعت الرواية دي..! حسيت اني عندي صوت عايزة اوصله للناس، عندي رسالة مهمة عايزة اوثقها في كتاب خلال وجودي في الدنيا.. وهنا جاء الجديد.. إني قررت تأليف رواية!

 

نفس الإنسانة اللي كانت بتفكر إن الروايات تضييع وقت، هي نفسها راحت تدرس ازاي تكتب رواية، وقد كان..

كتبت الرواية. وبقت متوفرة بالإنجليزي والعربي..بلغتين! 

 

وبعدين؟

وبعدين حياتي اخدت محور تاني..

في فيلم الكارتون Lion King، سيمبا كان ناسي انه اسد او مش مستوعب قدراته. أنا كنت زي سيمبا كده.. لحد ما كتبت الرواية.. لما درست وكتبت ونشرت وعملت عنها سلسلة على اليوتيوب (عن ازاي تحقق حلمك)، لما ده حصل صدقت بكل كياني إن  Impossible is nothing !

 

وإني اقدر اعمل اي حاجة اقرر اعملها.. 

لما كتبت الرواية، حسيت إني كسرت حواجز كتير وهدمت معتقدات معوقة كتير..

هديت معتقد إني علشان مش دارسة ادب مقدرش اكتب رواية، او اني مش موهوبة، او مين هيقرأ لي بعد ما الناس قرأت لنجيب محفوظ..؟!

كسرت حاجز الخوف من الرفض، وحاجز لازم تطلع الرواية ١٠٠/ ١٠٠ والا فلا..

كسرت حاجز ان ماينفعش اطلب مساعدة من الناس.. ومعتقد إن الناس دلوقتي مش بتحب تساعد او محدش فاضي لحد..

 

بعد حفل توقيع الرواية بكام يوم، كنت مسافرة أسوان، وهناك جات لي فكرة قصة جديدة، اكتبها في كتاب.. وكتبت فكرتها عندي…

 وهناك، على نيل بلدي الجميلة.. عدت ترتيب حساباتي، أنا مين وفين وبعمل ايه وعايزة ايه واقدر اعمل ايه ومؤمنة بإيه… وكان قراري بالإستقالة وإني ابدأ شغلي الخاص..

وبعدها؟ بقيت اقدم برامج لايف وكورسات اونلاين وعملت موقع وفتحت شركة، وكونت فريق من الناس اللي نفسها تعمل فرق في الدنيا.. واحداث كتير حصلت..

وبعدها فكرة القصة تحولت لمبادرة بعنوان "سعادة مصر".. ركن منها كتاب.. فكرة جات لي في أسوان واتحولت لمبادرة وكتاب وبودكسات وتفاصل تانية كتير..

 

البداية كانت ازاي؟

جملة صاحبتي قالتها، مش بنقد او توبيخ او سخرية او استهزاء، بحب وتساؤل حقيقي..

ووقفة عملتها مع الجملة.. وكتاب اشتريته من مكتبة المفضلة.. مكتبة الديوان..

وتغيير بسيط في طبيعة الكتب اللي بقرأها، شوية روايات وسط كتب التنمية..

وجلسة تأمل في سكون علشان اسمع صوتي الداخلي..

والإنصات للصوت ده، بيقول ايه… والحركة بإني اروح اتعلم علشان اكتب رواية تعبر عن اللي جوايا..

وفكرة سجلتها في كراسة.. وبفضل الله اتحولت لمبادرة..

ووقفة محاسبة لنفسي، أنا فين وبعمل ايه وليه وايه محتاج يتغير..

واستعانة بربنا وجنوده للتغلب على جبل الخوف من التغيير..

والتغيير بتوكل واستعانة ويقين إنه 

لن يضيعنا..

 

يا ترى مين قال لك ايه وانت مش واخد بالك؟

يا ترى ايه نصيحة او اقتراح اتقدم لك وممكن حياتك تختلف لو طبقته؟

يا ترى مين ممكن تنصحه او تقترح عليه يجرب حاجة وتعمل نقلة محورية في حياته؟ وايه الحاجة دي..؟



كلنا جنود في حياة بعض.. فيه جندي ينصر جيشه ووطنه والأمة والدنيا..

وفيه جندي جبان متخاذل، من مكانه وبسببه الهزيمة تيجي..

خليلك جندي حقيقي.. جندي بجيش..

اقف مع نفسك ورد على الأسئلة اللي فوق دول.. ٣ اسئلة محتاجين إجابة… والإجابة عندك..



بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها