موقعة الملح بين الرجل المريخي والست الزهراوية

موقعة الملح كانت محطة محورية في حياتي..

على المستوى الشخصي، والمستوى الزوجي ومستوى العلاقات بصفة عامة..

بحب اسميها موقعة الملح.. لأن كان فيه صراع.. كان فيها حرب داخلية بيني وبين نفسي وصراع انساني مع زوجي العزيز..

كان يوم جمعة وكعادتنا كعيلة يوم الجمعة كنا بنفطر فول وطعمية وبيض..

عملت بيض عيون وزوجي العزيز قال لي: "ما حطتيش ملح؟"

سؤاله يومها كان زي ما يكون حد وصل عقلي بسلك كهربا.. حسيت بالغضب وفضلت اكبته.. لحد ما وصلنا لفقرة الغدا.. على الغدا قلت لزوجي العزيز اني مش قادرة اكمل الحياة واني محتاجة اشوف متخصص نفسي…

يومها جوزي استعجب جدًا وسألني ليه؟ ده احنا حياتنا الحمد لله حلوة جدًا.. وربنا تم علينا نعمه.. ليه؟ ايه اللي حصل؟

كان بيتكلم بمنتهى الهدوء والاهتمام.. وبيحاول يفهم..

رديت وقلت له "مش فاكر الصبح قلت لي ايه؟

قال لي ايه؟

فكرته بالملح.. وازاي كان بيلومني..

ورده كان انه كان بيسأل لو حطيت ملح ولا لأ علشان يحط.. مش انه كان بيلومني..

وأنا فضلت اشتكي من لومه ليا على الصغيرة والكبيرة.. 

حرف المرة دي حرف اللام.. لام "لوم"..

طريقة كلام كتير من البشر اتعودوا يتكلموا بيها.. قليل منه اللي بيقصد فعلًا يلوم..

والأغلبية بتتكلم كده بنية طيبة زي زوجي العزيز..

بتتكلم بطريقة لوم من غير ما تقصد تلوم..

ليه بتتكلم كده؟ لأنها سمعت الأهل الأعزاء بيتكلموا كده..

للأسف كتير من الأهل في الأجيال السابقة طريقتهم كانت بتركز على الناقص وبس..

ما غسلتيش ايدك.. ما صلتش.. ما جبتش الدرجة النهائية… ما اتصلتش بطنط فتكات تهنيها بالعمرة.. ما قفلتش باب التلاجة…

وللأسف الطريقة دي خلقت من الجيل اللي اتربى على ايديهم جيل عنده ازمة نفسية مع اللوم..

ناس منهم بتقول "أنا شخصية حساسة" وهي مش حساسة بصفة عامة.. هي حساسة مع اللوم بالذات..

بعد موقعة الملح طلبت مساعدة من متخصصة نفسية.. وزوجي العزيز كمان بقى يفكر شوية في طريقة الكلام علشان ما توصلش كلوم ليا.. 

وبعدها بسنين درست كوتشينج مع مدرسة Mars Venus  ومعاها اتعلمت ان التربية باللوم بتخلي الإنسان عنده حاجة اسمها Emotional block وبتخليه يعمل رد فعل عنيف بسبب اللوم اللي اتعرض له في طفولته.. 

ايوه يعني نعمل ايه؟ ليه بتشاركينا الكلام ده يا ايمان يا رفعت؟

ل ٣ اسباب..

اولًا لو لما بنتعرض للوم بنعمل رد فعل عنيف او بنقرر نتجتب الشخص اللي بيلومنا يبقى محتاجين مساعدة متخصص نفسي.. لأن رد الفعل الحالي بسبب مواقف في الطفولة محتاجين نطيب نفسيًا منها..

ثانيًا علشان نتعلم نشغل ماكينة الترجمة.. وكل ما حد يتكلم ونتخيل ان ده لوم نعمل وقفة ونسأل هو اللي قدامنا بيقول ايه؟ ماكينة الترجمة استخدمتها مع زوجي بعد ما روحت للمعالجة النفسية.. وبقيت كل ما عقلي يقول لي ده لوم اعمل وقفة واترجم.. مثلًا "ما صبتيش الشاي" يعني "نفسي في كوباية شاي من ايديكي الحلوة.."

ثالثًًا علشان احنا نفسنا نراجع طريقة كلامنا.. وزي ما احنا بنتضايق من اللوم، خلينا نفتكر كمان ان باقي البشر كده.. وبدل ما نلومهم، خلينا نعبر بطريقة افضل.. طريقة تبني جسور حب ومودة.. مش حيطة غضب وبُعد..

يعني بدل ما اقول لصاحبتي "ياااه.. تو ما افتكرتي ان عندك صاحبة اسمها مديحة.."

اقول لها "احلى يوم ده ولا ايه؟ قد ايه بحب اسمع صوتك يا زوزو.."

لام لوم..

آفة من الآفات اللي بتتلف العلاقات زي الآفات اللي بتمسك في المحاصيل الزراعية وتتلفها..

خلينا نحافظ على جنينة علاقتنا.. ونرويها بحب وود مش بلوم وعتاب…

لام لوم.. لام لا.. لا للوم..

#من_الألف_للياء_٢٣_لام

#مقالة_أسبوعية

#حروف

#كلمات

#قراءة

#استماع

#تواصل_فكري

#تفاعل_عاطفي

#رقي_انساني

#سعادة_مصر

#كن_إنسانًا

#إيمان_رفعت