معتقد جوزك يحبك عافية بيعمل في الستات ايه!

marriage moments relationships spouse support

جوزك يحبك عافية..

جملة كنت بسمعها من وأنا طفلة.. وللأسف خلقت عندي اعتقاد إني لو مرضت جوزي مش هيحبني..

وبالتالي لو مرضت اخبي، ادوس على نفسي لو مش تمام، لحسن يبطل يحبني.. ولا يزهق.. ولا يحب حد تاني..

 

الفكرة اللي اتحولت عندي لمعتقد دي فضلت تتشعب في عقلي زي السرطان كده.. وللأسف، مرضت ومبقيتش عافية.. جات لي الصفرا وقعدت بسببها ست اسابيع في السرير.. الولاد وقتها كانوا صغيرين.. وكان عندي دادة مقيمة.. وبالتالي هي كانت بتاخد بالها من الولاد.. وانا في السرير طول المدة، وامي بتيجي تقعد جنبي طول ما جوزي في الشغل علشان تتجنب اني اعمل مجهود وما اخفش تماما والكبد يفضل تعبان.. كان حريصة اني اقوم من الصفرا عافية..

 

كانت تجربة مرض، إنما عدت، ولاقتني جوزي بيحبني.. ولا زعل ولا اتغير ولا حاجة.. خلال رقدتي كان مفتقد خروجنا مع بعض، واني اقدر اشاركه الأكل والحياة بتفاصيلها.. قمت ورجعت الحياة تاني للعادي، اللي هو فضل ونعمة من ربنا انما احنا بنسميه عادي لحد ما نمرض او نبتلى ونكتشف ان العادي ده كان تحفة…

 

رجعت الحياة تاني بعد الكلام ده لمدة سنين وأنا عافية.. وهوب في يوم لاقتني صاحية من غير صوت.. وهوب جلسات تخاطب وتقطيع في صوتي، وقعدة في البيت، وممنوع اتكلم ولا كلمة ومش عارفة اتعامل مع الولاد من غير كلام قبل نزولهم المدرسة ولا عارفة ادير البيت.. تجربة عدم الكلام كانت تقيلة عليا نفسيًا جدًا ولاقتني مخنوقة وعصبية ومش عايزة اكلم حد ولا طايقة نفسي ولا الدنيا.. ولاقتني مش عافية.. أمي واخواتي وجوزي حاولوا يساعدوني بكل السبل والمحاولات علشان اطيب وانا عاملة زي الحصان الجامح اللي بيكسر اللي قدامه بغضب.. وبعدين وقف وقال مش هكمل علاج.. خلاص.. مش عايز اي حاجة..

 

ومرت أيام وجوزي بيحاول يساعدني ارجع عافية.. وبيجي يقول لي عن محاولة جديدة وهي تدريب مع صديق له دكتور في كلية الموسيقى.. انه يخليني اخد معاه جلسات اتعلم فيها اتكلم من طبقات تانية من صوتي، وانه بيدرب المغنيات بتوع الأوبرا وان ده مختلف عن جلسات التخاطب واه بإذن الله يجيب نتيجة..

وأنا رفضت ودبدبت وهو فضل يحايلني لحد ما قالي هروح معاكي.. ولاقيته رجع من الشغل اتغدي ونزل على طول معايا.. ودخلنا الجلسة ووقف قدامي وبدأ يكرر ورا دكتور الموسيقي.. فا.. هو.. لا.. وأصوات كده.. وأنا واقفة مش عايزة اقول.. وهو بيقول وبصوت عالي.. وبصيت في عينيه وكانت لحظة.. 

كل ما افتكرها عينايا تتملي دموع زي دلوقتي.. كان بيبص لي برجاء.. بتوسل.. بحب.. بأمل.. كوكتيل عجيب كده.. محوره ان ارجوكي طيبي.. ارجوكي ساعدي نفسك لأني نفسي تخفي.. محوره انك مهمة وغالية عندي.. ولو هكرر ورا الدكتور واقف على رجلايا بعد يوم شغل طويل واسوق في الزحمة واتغلب في الركنة علشانك، علشان تخفي هعمل كده.. انما ارجوكي تعاوني معانا بدل الغضب الداخلي والرفض ومقاومة اي طرق للعلاج..

 

في اللحظة دي مقاومتي انهارت.. رفضي للعلاج ده اتحطم.. ولاقتني بتشحن من النظرة دي طاقة.. اني استسلم وأقبل حالتي الصحية.. واني اتفاءل واتعاون معاه علشان صوتي يرجع.. واني اصمم اكمل لحد ما ابقى عافية.. علشانا احنا الاتنين.. علشانه وعلشاني..

لاقيته واقف يحارب علشاني.. واتكسفت اني أنا نفسي مش واقفة بصمود وقوة كده علشاني..

لاقيته واقف بحب حتى وانا في تمرد ورذالة كده.. 

ولاقتني بشوفه بنضارة جديدة..

وبغير المعتقد.. جوزك بيحبك، ولو مش عافية هيقف وقفة اسد علشان يساعد تتعافي

لحظة، فرقت معايا جدًا في علاقتي معاه..

أو خليني المرة دي اقول نظرة.. فرقت جدًا في علاقتنا..

اتمنى لكم الصحة والعافية.. ويوم طيب

 

#علاقات_في_لحظات

#مشاعر

#ذكريات

#الخير_موجود

#اروي_غيرك

#تفاءلوا



بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها