القيمة العليا اللي كانت موقفاني عن التقدم.. هل موقفاك انت كمان؟
من كام سنة مريت بصراع داخلي رهيب…
خناقة قامت بين قلبي وعقلي وروحي..
خناقة بسبب قيمة من قيمي العليا..
عقلي كان عايز ياخد قرار..
قلبي كان محتار..
أما روحي كانت رافضة القرار..
فضلت في الصراع الداخلي ده لشهور..
لحد ميعاد اجازة في شغلي..
واخدتها فرصة اني انفرد بنفسي.. واقضي شوية وقت لوحدي، افكر في القرار من زوايا مختلفة..
واحسم الصراع الداخلي..
اتفاقي مع نفسي كان إني ارجع من الأجازة وانا فضيت الإشتباك اللي حاصل..
واللي مأثر عليا وعلى نفسيتي وبالتالي مأثر سلبًا على اللي حوالايا..
ايه القيمة العليا؟ وايه القرار؟
حرف المرة دي حرف الواو.. واو "ولاء"
القيمة هي قيمة الولاء.. قيمة عندي بحترمها.. وبشوف نفسي إنسانة عندها ولاء..
والقرار كان اني استقيل من شغل قضيت فيه تقريبًا عشرين سنة.. يعني نص عمري وقتها..
مكان بحبه.. وبحب أهله.. بحب شغلي فيه..
قلبي كان بيولد طلابي هما ولادي، ازاي اسيبهم؟ ازاي استقيل؟
وروحي كانت بتقول "أنا إنسانة عندها ولاء، ازاي تسيب المكان واصحابه، اللي اتعلمت على ايديهم ومنهم قرب العشرين سنة؟"
أما عقلي كان بيقول "أنا محتاجة مساحة اكبر ومحيط اوسع اشتغل فيه.. انقل العلم اللي ربنا استودعه عندي فيه.. محتاج اوصل لناس أكتر، اعمل حاجات فيها تحديات اكبر، الاقي فرص انمي واطور مهاراتي بشكل اكبر.. اعمل فرق في الدنيا اعمق ولا نطاق اوسع.."
خلال الأجازة قعدت مع نفسي.. كنت مسافرة وقتها رحلة في أسوان..ومع الطبيعة والهدوء والبعد عن الحياة اليومية بمسؤلياتها ودوشتها.. لاقتني اهدى وقادرة اسمع نفسي بشكل افضل وقادرة افكر بصورة انقى..
وبعد كام يوم من التفكير.. وصلاة استخارة، لاقيت عقلي بيقول لي "احنا هنستقيل علشان عندنا ولاء.."
قلت له "تيجي ازاي دي؟"
روحي رديت وقالت "عندنا ولاء لدورنا في الأرض، اكبر من ولاءنا لمكان او اشخاص بعينهم.."
يومها روحي فكرتني بدوري في الأرض.. وقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة البقرة:"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ"
وعقلي ايدها وقال لي.. هنستقيل لأن لنا دور في الأرض كخليفة.. مش في مكان واحد في الأرض..
احنا هنسيب المكان والناس علشان عندنا ولاء.. ولاء لمهمتنا في الأرض.. أكبر من ولاءنا لأشخاص بعينهم او مكان معين..
يومها قلبي كان بيتعصر.. افتكرت مشاهد مختلفة..
سيدنا يوسف والأماكن المختلفة اللي بِعِد فيها عن سيدنا يعقوب..
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهو سايب مكة ورايح المدينة..
ولاقيت قلبي بيهدى.. وحسيت بفيض من السلام الداخلي بيغمرني..
لاقت قلبي وعقلي وروحي في حالة انسجام..
لأني قراري هو تعبير عن الولاء مش عكسه..
ولاء للدور الأكبر.. ولاء للواحد الأحد.. ولا احد سواه..
حرف المرة دي حرف الواو..
نعمل معاه وقفة مع ولاءنا..
يا ترى ولاءنا لأشخاص، لعلاقات، لادوار، لقيم، لأفكار.. مساعدنا نقوم بدورنا اللي ربنا خلقنا علشانه ولا بيعطلنا؟
يا ترى قاعدين في علاقة سامة لأننا حابسين نفسنا في سجن اسمه الولاء؟
يا ترى مكملين في بلد مفيش فيها مساحة لنا اننا نكبر وننمو ونخدم الإنسانية بسبب قيمة الولاء؟
خلينا نفتكر ان كل حد فينا اتخلق انسان.. بدون القاب، ولا رُتَب ولا درجات..
ولا جنسيات.. ولا اعراق..
اتولد إنسان.. هيمشي إنسان..
وهيتحاسب على سعيه كإنسان..
واو ولاء.. إنسان عنده ولاء لدوره على الأرض كخليفة.. في خدمة عيلته الكبيرة.. الإنسانية..
#من_الألف_للياء_٢٧_واو
#مقالة_أسبوعية
#حروف
#كلمات
#قراءة
#استماع
#تواصل_فكري
#تفاعل_عاطفي
#رقي_انساني
#سعادة_مصر
#كن_إنسانًا
#إيمان_رفعت
بعاداتي باصمم حياتي
سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها