قلب الترابيزة وازاي ممكن يحسن علاقاتنا

من كام سنة روحت معرض الكتاب.. خلال الزيارة دخلت جناح الجامعة الأمريكية..

لاقتهم عاملين خصومات كبيرة جدًا.. كتب عليها ٨٠٪ وكتب عليها ٩٠٪ خصم..

طبعًا من حبي الكبير للكتب وللقراءة اشتريت عددي كبير..

ورتبتهم في مكتبي.. ومر على اغلبهم سنين وهما على الرف..

لحد ما مرة كنت براجع الكتب اللي عندي ووقع نظري على كتاب بعنوان

“A Thousand Namse of Joy”

وقتها كنت بقرأ كتاب علم النفس وكان بيتكلم عن المشاعر.. وتطرق لشعور البهجة او ال Joy

فطبعًا عنوان الكتاب الف اسم للبهجة شدني.. اخدت الكتاب من على الرف وبدأته..

في الكتاب المشوق جدًا واللي كان بخصم ٨٠٪ المؤلفة عرضت تمارين حلوة جدًا في تعاملنا مع العلاقات..

تمرين منهم كان تمرين قلب الترابيزة.. مش القلب اللي احنا متعودين عليه.. لأ قلب من نوع تاني…

المؤلفة قالت اننا نجيب ورقة او كراسة ونبدأ نكتب اللي مضايقنا من شخص ما.. ونفضل نكتب ونكتب..

وبعد ما نخلص نقرأ اللي كتبناه وكأن الشخص ده كتبه لينا احنا..

يعني كأن اللي مضايقنا من حد هو في الحقيقة احنا مضايقينه بيه..

وانا بكتب عن حرف المرة دي افتكرت الكتاب والتمرين ده..

حرفنا هو حرف العين.. عين "عند"

فكرت كده كأم.. كام مرة قلت ان بنتي وهي طفلة عنيدة.. او اصحابي اللي عندهم ولاد في سن المراهقة وكم الشكوى اللي سمعتها ان ولادهم بيعندوا..

فكرت في تمرين المؤلفة ولو جربنا نطبقه على موضوع العند..

وفكرنا كده مثلًا.. 

بقول لبنتي مش هاتخدي الحاجة الحلوة الا لما تخلصي طبقك..

وهي تقعد فوق الساعة قدام الطبق من غير ما تخلصه.. وأنا اشوف انها بتعند..

لو قلبت الموقف.. ممكن هي تشوف اني انا اللي بعند.. لأني مش متفهمة انها شعبت..

أو لأني مش مستوعبة انها عندها حساسية من نوع الأكل اللي قدامها وبيوجع لها بطنها بس لأنها صغيرة مش قادرة تعبر..

فكرت في مراهق والدته اشتكت لي انه بيعند ومش مواقف يذاكر في اوضته على المكتب..

وفكرت لو قلبنا الموقف.. وهو شاف ان والدته بتعند.. ومش مستوعبة انه بيذاكر افضل في مكان مفتوح ومع زمايله لأنه كائن اجتماعي وانتاجه اعلى وهو مع الناس.. او مستوعبة ان قيمة الحرية عنده عالية.. او الإستقلالية.. وانه كمراهق بطبيعة سنه محتاج مساحة اكبر بكتير عن لما كان طفل علشان يجرب ويستكشف وينضج..

خلينا نقيس على المثالين دول مواقف كتير.. وكل ما نفكر ان حد من اللي بنتعامل معاهم بيعند.. 

خلينا نقلب الموقف ونشوف ان يمكن احنا نفسنا اللي بنعند..

وخلينا نلاحظ قد ايه بنعمم.. بنقول ابني عنيد.. او بنتي عنيدة..

عنيد كلمة كبيرة قوي.. يعني لقب كده بيدل على حد بيعند طول الوقت في كل المواقف لدرجة انه اخد اللقب..

هل فعلًا اللي بنوصفه بانه عنيد في كل المواقف وفي كل الأوقات ومع كل الأشخاص بيعند..

ولا احنا بنعمم؟

عين عند.. خلينا كل حد فينا كإنسان يجرب التمرين بتاع المؤلفة.. بنية اننا نحسن علاقتنا بافراد عيلتنا الكبيرة.. عيلة اسمها الإنسانية..

#من_الألف_للياء_١٨_عين

#مقالة_اسبوعية

#حروف

#كلمات

#قراءة

#استماع

#تواصل_فكري

#تفاعل_عاطفي

#رقي_انساني

#سعادة_مصر

#كن_إنسانًا

#إيمان_رفعت