روشتة من ١٣ دواء نعالج بيهم مجتمعنا التعبان
الأم: "بنتي كانت مش عايزة تحضر معاكي الورشة خالص.. فقلت لها انها لو حضرت معاكي هجيب لها الكلب اللي بتحلم بيه.."
أنا: "طيب وهي حضرت الورشة، هتجيبي لها الكلب امتى؟"
الأم: "مش هجيب كلب طبعًا، أنا قلت لها كده بس علشان ترضى تحضر معاكي…"
طريقة كتير مننا اتربى بيها..
اعمل كذا وتاخد كذا او اجيب لك كذا.. والكذا ده عمره ما يجيي..
حوش فلوسك معايا ولما تجمع مبلغ اشتري بيه العجلة الجديدة اللي نفسك فيها وتمر السنين وعمرك ما تشوف الفلوس ولا العجلة الجديدة!
من الأخر، كلمة او اتنين بيقولهم طرف لطرف آخر علشان الموضوع يعدي..
وهو مش داري إن الموقف بيعدي إنما بيعمل شرخ.. وشرخ ورا شرخ في علاقة واتنين بقى مجتمعنا مليان شروخ وشقوق..
مجتمع هش، اغلبه غير متماسك للأسف.. سواء في بيئة البيت أو مناخ العمل..
مجتمع محتاج علاج واحد، اهم من علاج الكورونا أو المرض النفسي أو الأمراض العضوية..
دواء اتكلم عنه المؤلف العالمي الملهم ستيفن كوفي.. دواء مفعوله سريع ومضمون..
دواء اسمه "الثقة"
ايه اكبر معاناة ليا؟
في ٢٠١٧ استقلت من شغلي السابق ومن بعدها فتحت بيزنس خاص بيا في مجال التدريب والكوتشينج..
ومن وقتها أكبر معاناة ليا ندرة الناس اللي تشتغل معاهم وتقدر تثق بيهم..
"هسلم الشغل يوم كذا.." ويوم كذا يكون الشخص ده فص ملح وداب..
"ميعاد التصوير هبقي موجود الساعة كذا.." وتمر ساعة واتنين ولا الهوا..
"المنتج هتكون جودته كذا.." وتستلم المنتج وحدث ولا حرج..
بدون اعتذار عن التأخير أو توضيح سبب التغيب أو التواصل مع الإنسان اللي مشتني الشغل علشان يشتغل بيه..
والناس ترجع تشتكي ان مفيش شغل في البلد أو إن مفيش سعة في الرزق.. أو الناس اخلاقها وحشة..
كتاب ستيفن كوفي بعنوان"The Speed of Trust" قرأته في ٢٠١٠.. وكانت نيتي من قراءته إني اعمل نقلة نوعية في حياتي العائلية والعملية.. وبفضل الله قد كان..
وقت ما قرأت الكتاب كنت لسه في التربية والتعليم.. وكنت بعاني من كلمة حاضر وإن شاء الله..
حاضر هقدم الواجب المتأخر بكرة.. إن شاء الله أكون موجود في ميعاد الإجتماع..
من كم عدم الوفاء بالوعد أو احترام الكلمة بقيت بعاني.. ووصلت اني عندي ازمة ثقة مع الناس.. بقيت مش عايزة اشتغل مع الناس، بالرغم من اني بطبيعتي بحب العمل الجماعي جدًا ومؤمنة إن يد الله مع الجماعة.
من كم المعاناة بدأت ادور على حل.. ولاقيت كتاب كوفي في مكتبتي المفضلة، مكتبة الديوان..
قرأت الكتاب وبدأت بنفسي، بإني اطبق اللي فيه مع عيلتي.. وبدأت اكلم الطلبة اللي بدرس لهم عن مفهوم الثقة وتبعات شرخها وايجابيات الوفاء بالوعد، علينا كأفراد وعلى المجتمع.. ومن الكتاب اتفقت مع نفسي اني ابدأ بنفسي وأكون أنا شخصيًا شخص محل ثقة..
من الكتاب فهمت إن الثقة بتختبر وتمتحن من الحاجات الصغيرة.. وبالذات مع الحاجات الصغيرة..
من أول ما اقول لملك بنتي هلعب معاكي بعد الغدا أو اقول لفاروق هجيب لك حاجة حلوة وأنا راجعة..
الحاجات البسيطة دي، تبان بسيطة، إنما منها بيفهم اللي بيتعامل معانا يقدر يثق فينا ولا لأ.. ويتعامل معانا ازاي.. يصدقنا ولا لأ..
ومرة ورا مرة مش بس بتتهز ثقته فينا، بتتهز ثقته في الناس وشوية بشوية يتعدي هو نفسه ويتحول الى كائن مش محل ثقة.. والعدوى تنتشر ويتحول المجتمع الى مجتمع مريض الا القليل جدًا اللي لسه متمسكين بفضيلة الثقة وبيعانوا من التواجد وسط المجتمع المريض…
في كتاب كوفي اتكلم عن الثقة والأهم من ده إنه اتكلم عن كيفية استعادة الثقة من خلال ١٣ سلوك يتبناهم الإنسان علشان الناس ترجع تثق فيه.. علشان يبقى إنسان Trustworthy، وهما:
١- الصدق في القول
٢- احترام الآخرين والتصرف بطريقة تدل على الاهتمام بيهم من القلب
٣- الشفافية وعدم اللف والدوران وعدم حجب معلومات من حق الناس انها تعرفها
٤- تصحيح الأخطاء ورد الحقوق
٥- الوفاء للآخرين والاعتراف بفضلهم
٦- اتمام المهام المكلف بها وعدم التحجج أو اللجوء لأعذار
٧- وضع آراء الغير في الاعتبار والسعي للتحسن، زي رأي الأهل أو المديرين أو القادة اللي تهمهم مصلحة الشخص
٨- التعامل مع الواقع مهما كانت صعوبته على طول بدون تسويف
٩- توضيح التوقعات ما بين الأطراف المختلفة ومناقشتها والإتفاق عليها
١٠- أنه الناس تقدر تعتمد عليه، ويكون بيتحمل مسؤولية ونتايج افعاله
١١- إنه بيسمع للآخرين بإنصات ومش بيتصرف وفقًا لتوقعاته وتخيلاته من غير اتفاق واستماع للغير
١٢- الوفاء بالوعد وتوضيح النية مع الوعد أو الفعل اللي هيقبل عليه
١٣- أنه يثق في الآخرين وما يفضلش يشكك في اللي حواليه بسبب تجارب سلبية قديمة
١٣ نقطة الهموني.. وعملت معاهم وقفة.. وعدت حساباتي في علاقاتي.. مع زوجي وولادي، مع امي واخواتي، مع زملائي ومديريني وطلابي، مع الست اللي بتساعدني في البيت…
وبعد الوقفة والتقييم بدأت اشتغل على نقطة نقطة.. واحدة واحدة.. وكل مرة اتصرف بطريقة عكس اللي في كتاب كوفي، اجري اعتذر للشخص واوعده اني مش هكرر التصرف ده.. واراجع نفسي واركز فعلًا اني ماكررهوش..
وبعد اكتر من ١١ سنة تطبيق في الكتاب، بفضل الله أصبحت محل ثقة عيلتي وفريقي وزمايلي…
يا ترى لو عملنا وقفة النهاردة وقيمنا نفسنا في موضوع الثقة، هنلاقي نفسنا محل ثقة مع مين؟ ومش محل ثقة مع مين؟
يا ترى ايه أهم نقطة نبدأ نحسنها من النقط دي؟ ويا ترى مين أول شخص محتاجين نعيد بناء الثقة معاه؟
واهم سؤال، يا ترى علاقتنا بنفسنا قايمة على الثقة؟ ولا بنكون محل ثقة مع غيرنا ومع نفسنا بنوعد ونخلف زي الست اللي وعدت بنتها بالكلب وخلفت الوعد..
الثقة… حجر أساس العلاقات.. والعلاقات هي النواة الأساسية للمجتمع…
ياللا نحسن مجتمعنا، بإننا نتحول لناس محل ثقة..
#كتب_غيرت_حياتي_٨
#اكتر_ناس_الهمتني
#كتابة
#قراءة
#تعليم
#تطبيق
#مجتمع
#كن_إنسانًا
#سيب_اثر
بعاداتي باصمم حياتي
سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها