كارثة في كل بيت مصري
في اول شهور زواجي جوزي العزيز كان بيتكلم معايا..
وفي وسط الكلام قال لي: "ما هي اختك بتعمل…"
اول ما خلص الجملة قلت له موضوع اختك عملت وفلانة سوت ده بلاش يكون بينا خالص،
لأني أنا كمان ممكن اقول لك بص فلانة جوزها جاب لها ايه، وبص علانة جوزها معايشة ازاي،
وبيسفرها فين.. وانت مش هيعجبك ده. بالتالي، بلاش الطريقة دي بينا."
وقتها مكنتش سمعت ولا اتعملت عن أهمية الحدود في العلاقات.
انما كنت جربت طعم المقارنة بغيري… وكنت عارفة قد ايه بتضايق..
وكنت حريصة ان علاقتي بزوجي العزيز تكون قايمة على المودة والرحمة..
مش المضايقة والغضب…
وأنا بدرس إرشاد أسري، الدكتورة في المحاضرة قالت خليني اقول لكم على اكبر ٣ كوارث في البيوت المصرية،
موجودة في كل البيوت للأسف. كارثة منهم هي المقارنة."
أول ما الدكتورة قالت كده، لاقتني براجع شريط تربيتي لولادي،
هل قارنتهم؟ ببعض؟ طيب في عقلي وفي السر ولا قدامهم وفي العلن؟
الدكتورة كملت كلامها وقالت عارفين ليه هي كارثة؟
لتبعات المقارنة..لتأثيرها على الطفل، على نفسيته..
الطفل اللي بيتقارن بغيره بيتعلم الكراهية. بيكره اللي بيتقارن بيه.
وكأن أمه لما بتقارنه بغيره، بتزرع بذرة كراهية في قلبه.
كلمة الكراهية كلمة قوية، خطيرة، لما الدكتورة قالتها اتفاجئت.
الدكتورة كملت وقالت: "وكمان ممكن بسبب المقارنة يتعلم حاجتين كمان، الكذب واللامبالاة.
يكذب علشان يجمل نفسه قدام اهله، علشان ينال اعجابهم.
او يحس انه مهما عمل مش هيوصل للي بيتقارن بيهم،
فيبقى عنده لامبالاة، ما هو مهما عمل مش عاجب لأنه مش زي فلان."
فيه ناس هتسأل ايه الكارثتين التانيين اللي الدكتورة قالت عليهم؟ خلينا النهارده في "كارثة المقارنة".
وأنا بدرس كتابة علاجية، كان فيه تمرين عن المقارنة.
والتمرين كان بيسأل هل بتقارني نفسك بغيرك؟ ولو ايوه بتقارني بمين، وفي ايه؟
وانا بعمل التمرين ادركت اني بقارن نفسي بغيري على طول في الرشاقة.
وكأني كل ما اشوف ست، او حتى بنت، اقارن جسمها بجسمي. بطريقة عفوية ولا ارادية
وكمان كانت طريقة اوتوماتيكية، لاواعية لحد ما عملت التمرين وادركت.
المقارنة كنت بعملها وكأنها برنامج شغال طول الوقت في الخلفية،
لما اشوف بطلة في التلفزيون، او صديقة في النادي..
او ست ماعرفهاش، او بنت اجنبية في بلاد الواكواك..
اقارن نفسي بيها، بعضلاتها، بوزنها، بمناطق تكتل الدهون عندي وعندها..
في تمرين الكتابة استوعبت لأول مرة ازاي أنا بسبب الم لنفسي بشكل مستمر بسبب المقارنة.
ولاقتني كمان بقارن نفسي بنفسي..
شايفة كان وزنك كام اول ما اتجوزتي، شايفة كنت بتلبسي مقاس كام ودلقوتي مقاس كام، شايفة…
برنامج شغال طول الوقت بدون ما يفصل.. وايه المحفز؟
اني اشوف بنت تانية، او ابص في المرايا..
هل الطفل بيتولد وهو متعلم يعمل مقارنة؟
اكيد لأ. بيتولد، واهله يقارنوه باخوه او ابن عمته او ابن الجيران او زميله في المدرسة، او في التمرين،
يقارنوه بينهم سواء في التفوق الدراسي، او الرياضي، او الشكل، او خفة الدم، او الحجم، او الطول..أو…
ويفضل الطفل مع كل مقارنة يتعور نفسيًا وينزف داخليًا وتتنثر بذور كراهية جواه..
وتفضل تتروي بمقارنة الأهل والمدرسين والمدربين له لحد ما تثمر لامبالة وكذب وانسان مشروخ،
و؟
وعلاقة مهزوزة بسبب ترصفات مدمرة..
المقاونة لص من لصوص العلاقات..
واصحاب النوايا الطيبة اللي بيقولوا بقارنه علشان يتشجع ويبقى احسن،
ده كلام جميل، ظاهريًا، انما فعلياً المقارنة مؤلمة ومدمرة..
ولو عازين نشجع غيرنا يبقوا احسن خلينا نستبدل المقارنة بالمساندة
ونسأل ولادنا اساعدك ازاي، اساعدك ازاي في تحديد هدفك، وفي تحقيق هدفك..
يعني نقدم لهم دعم بانهم يفهموا عايزين ايه بجد، ونقف وراهم وجنبهم علشان يحققوه..
يالا نعمل وقفة مع الكوارث الأسرية..
ونعتذر لولادنا عن الإساءة النفسية..
ونبني معاهم علاقة طيبة.. علاقة انسانية..
علاقة مودة ورحمة..
تابعوني كل خميس بإذن الله مع مقالة جديدة و
#تصرفات_مدمرة_٦
بعاداتي باصمم حياتي
سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها