العصابة أم نية خالصة

"انت حمار؟"، يا غبي!"

"انت متخلفة"، "يا فاشلة"..

حديث الإنسان الداخلي..

بالإنجليزي ال Self-talk 

الأسبوع اللي فات كلمتكم عني في ٢٠١٣، لما كنت مش قادرة اكمل الحياة

وكانت اول مرة أتلقى مساعدة من معالجة نفسية..

وقتها كان بسبب الحديث الداخلي.. 

كان فيه صوت جوايا طول الوقت بيتهمني بالتقصير..

اني ما عملتش اللي عليا..

اني ما ينفعش انام غير لما كل اللي ورايا يخلص..

وان ممنوع اي راحة او ترفيه طول ما ورايا مهام..

وفي ٢٠١٣ كنت بشتغل ومتزوجة وعندي طفلين..

والمهام مش بتخلص..

وكمان الحديث الداخلي بيقول لي ان لازم اكون في وزن مناسب ومهتمة بشكلي

وبلبس كويس و…

والحديث ده كان سبب اني مش قادرة اكمل الحياة..

ولما الصوت ده اكتشفت انه صوت، وانه مش بتاعي، وانه بيضغطني..

ولما المعالجة النفسية علمتني استبدل الصوت ده بصوت داعم، نفسيتي اتحسنت وبدأت اقبل على الحياة ..

الصوت ده بينتقد، بيوبخ، بيشتم احيانًا، بيلوم وبيتهم، بيأنب وبيجلد..بيستهزئ وبيسخر..

الصوت ده مفيش حد فينا اتولد بيه.. 

انما كلنا كبرنا بيه.. وللأسف كتير منا متخيل انه هو والصوت واحد.. وانه حقيقي، وانه ملكه..

زيي كده، لحد ما معالجتي النفسية ساعدتني اشد فيشة الصوت.. والاقي سلام داخلي.. 

الصوت ده زي البرنامج اللي بنزله على الكمبيوتر.. وبيفضل مفتوح وشغال..

ليل ونهار.. الصوت مش صوت حد واحد، انما صوت مجموعة اشخاص..

كل حد فيهم لص، ومع بعض هما عصابة..

اوحش حاجة فيها انها عصابة بتدعي ان "نيتها كويسة"..

بتدعي الفضية والنزاهة وهي عصابة..

عصابة بتسرق من الإنسان الSelf-esteem بتاعه

صورته الذاتية، واحساسه انه له قيمة..

بتحطم نفسيته وبتملاه مشاعر خزي وعار وندم..

افراد العصابة دول بيعملوا ده احيانا وهما جد او متعصبيين، 

واحيانًا تانية وهما بيضحكوا وبيدعوا انهم بيهزروا..

بيعلموا ده ساعات في نطاق خاص.. In private 

ومنهم اللي بيعمله في نطاق عام.. In public 

وطبعًا كل فعل له رد فعلا مساوي له في القوة ومضاد له في الإتجاه..

اللي بيشتم بنته في العلن الشرخ النفسي بيكون اكبر..

هل لازم يكون شتيمة؟ او سب؟

لأ.. المهم انه كلام طالع من حد لحد.. والكلام ده بيسبب 

جرح نفسي وشرخ في العلاقة وسرطان في نظرة الإنسان لنفسه..

زي أب من كام اسبوع كان بيقول لبنته ادامي "قومي اعملي حاجة كده بدل ما انت قاعدة ما لكيش لازمة"

وبعدين بص لي وقال لي: "اصلها خيبانة، مش بتعرف تعمل حاجة.. وكسلانة"

ما هذا العبث مع طفلة عندها ١٢ سنة؟!

البنت ابتسمت من كسوفها وردت ببراءة ونظرة عين مكسورة وقالت: "اقوم اعمل ايه؟"

طيب خلينا نفتكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ".

هل الكلام ده خير..؟

طيب وفي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام مع معاذ بن جبل: "ألا أخبرُك بمِلاكِ ذلِك كلِّه؟ قلتُ: بلَى، يا نبيَّ اللهِ، فأخذَ بلسانِهِ، وقال: كُفَّ عليكَ هذا، فقُلتُ: يا نبيَّ اللهِ، إِنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكلَّمُ بِه؟ قال: ثَكلتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وَهل يَكبُّ النَّاسَ في النَّارِعلَى وجوهِهِم، أوعلَى مناخرِهم، إلَّا حصائدُ ألسنتِهم."

يعني احنا ماشيين كده الأب يشتم عياله والست تحرج زوجها والمدرب يهزأ الولد في التمرين والمدرسة تتريق على البنت في الفصل..

ويحصل شرخ في العلاقات ونفسية الناس كبار وصغار..

وعمالين ناخد ذنوب ونسأل البركة بتقل في حياتنا ليه..

فلنتقي الله، بالذات في اهل بيتنا، وبالذات في الأطفال..

السب والشتيمة والتلامز بالألقاب مش هزار ولا بيبني علاقات..

ده من لصوص العلاقات

ودي من التصرفات المدمرة..

لو بتشتمي ولادك، المرة الجاية مع الشتيمة خدي كوبايا ازاز وارميها على الأرض.. 

وشوفي قطع الإزاز المكسورة على الأرض.. واعرفي ان ده اللي حصل في نفسية ابنك او بنتك من التشيمة..

وطبعًا الشتيمة بقصد بيها كل اللي يندرج تحت الشتيمة من انت كسول، بليد، بطئ، اناني، مهمل،….

بنسميها Labels كل واحد فيها بيعمل ثقب في نفسية اللي بيتهم بيه..

واحنا بنقول اصل نيتنا اننا نخليهم احسن..

ارجوك بلاش ادعاء..

اللي بيشتم بيشتم لأن جواه "غضب" من اللي قدامه..

وطول ما جواك غضب العلاقة مش هتستقيم

العلاقة بتستقيم لما بيكون اللي جواك |قبول وحب غير مشروط"..

وقتها بس الكلام بيطلع طيب والثمار بتكون طيبة..

غير كده، تبقى تصرفات مدمرة 

تابعوني كل خميس بإذن الله مع مقالة جديدة و

#تصرفات_مدمرة_٣