عبد الموجود مش موجود..

أخخخ… أييي.

ده اللي حسيته لما قرأت السطر بتاع كتاب دكتورة سارة النجار 

في سنة ٢٠١٣ مريت بفترة حسيت فيها اني مش قادرة اكمل الحياة..

الحياة بصفة عامة..

من الخارج كانت حياتي تمام، بشتغل، متزوجة وعندي طفلين، وبحب زوجي وولادي وشغلي..

انما مش تمام، ومش قادرة اكمل القيام بمسؤلياتي زي ما متوقع مني وزي ما أنا متوقعة من نفسي..

وبدأت في الفترة دي اتلقى مساعدة من معالجة نفسية..

لجأت لها على فترات.. اخد جلسات وبعدين الدنيا تتحسن.. وبعدين ارجع تاني الاقيني مش تمام فارجع لها..

الأول كنت بشتغرب ليه مش تمام، ليه مش بتحسن وخلاص.. ليه كل كام شهر احتاج ارجع تاني للعلاج النفسي..

لحد ما قرأت جملة يتقول "الطريق للتعافي ليس خطًا مستقيمًا" ونورت معايا..

اني كل فترة بتعالج، وترجع حاجات من مسافة اعمق تطلع على السطح وتستدعي علاج..

 

لحد ما قرأت كتاب دكتورة سارة النجار وصفحة منه نقلتني لمستوى تاني من الوعي..

وكانت الصفحة بتتكلم عن الأطفال اللي مش بتوصل لهم احتياجاتهم النفسية..

وبالتالي بتأثر على تكوين شخصيتهم وعلى اتزانهم العاطفي وعلى حياتهم بعد كده ككبار وبالغين..

اكتر حاجة نورت معايا ان الأطفال دول اهلهم كانوا موجودين، مش غايبين..

يعني الأم ما سابتش الأطفال وطفشت ولا الأب طلق الأم وراح اتجوز واحدة تانية..

لأ، الأطفال دي الأهل كانوا موجودين، انما كانوا مش حاضرين عاطفيًا..

 

ارجع اقرأ الجملة دي تاني..

جملة مش حاضرين عاطفيًا..

يعني الطفل شايف أمه او ابوه قدامه، بيعمل حاجات..

بيشرح درس او بيعمل فطار او بيشتري ادوات مدرسية او بيحكي قصة قبل النوم..

موجود..

انما بدون مشاعر.. 

بدون حضن ولا لمس ولا كلمة بحبك ولا نظرة عين فيها دفء..

 

الطفل وقتها عقله بيعمل Error وفيه فعليًا جزء من مخه مش بينمو بسبب الحرمان العاطفي ده..

وبيكبر تعبان..

اتسرق منه حقه في المشاعر.. 

 

الطفل ده حاليًا شخص كبير حوالينا.. 

عنده صعوبات وتحديات ومشاكل في العلاقات..

زوج بيلاقي مراته باردة..

او زوجة شايفة جوزها عملي بزيادة..

طفل شايف أمه مش بتحبه..

وطفلة فاكرة أمها رافضاها..

والسبب هو الغياب العاطفي..

الإحتياج للمس في سن الطفولة احتياج اساسي لإتزان الإنسان العاطفي في سن الرشد 

أكتر من مرة احضن واحدة من زمايلي او اصحابي والاقيها بتقول عمر ما حد حضني كده، 

اسألها عن اهلها تقول لي ولا عمر أمي ولا زوجي حضني كده..

حضن حب وقبول ودعم واحتواء.. حضن أنا شايفك كإنسان وبحترمك وبقدرك..

حضن أنا موجود وجنبك..

مرة سافرت أنا وزوجي العزيز..

ولما رجعت لاقيت جيهان اختي بتقول لي إني وأنا مسافرة فاروق ابني قال لها ممكن حضن؟

قالت له من امتى يا فاروق؟ مش انت مش بتحبنا نحضنك؟

قال لها اصل مامي وحشتني، وحشني حضنها.

تخيلوا كده.. طفل، لما أمه غابت كام يوم، راح لخالته تحضنه..

لأن ده اكتر حاجة كانت ناقصاه لما امه سافرت..

ودي الحاجة اللي طلبها..

بعد حرمان منها كام يوم بس، اقل من اسبوع..

طيب والطفل اللي اتحرم منها لأسابيع وشهور وسنين ووصل انه زوج أو اب او زوجة او أم او..

يعمل ايه؟

 

اقول لكم:

١- نشوف الناس بنضارة صح.. ان الناس اللي احنا تعبانين بسببهم، زي الأرض الناشفة اللي ما كانش حد بيرويها… فدول بالذات محتاجين حب اكتر، حضن ولمس (في علاقات حلال، دي مش دعوة للحرام)

٢- احنا نشوف هل بيوصل لنا الحب ده؟ من اللمس والحضن (من علاقات حلال) ولا لأ؟ لأن لو لا يبقى عندنا احتياجات مش متوفية وبالتالي عايشين تعبانين حتى لو ادعينا غير كده

٣- نشوف احنا لصوص مع مين؟ مين حارمينهم من حضن دورنا معاهم/علاقتنا بيهم تيحتم علينا اننا نحضنهم ونلمسهم، بطبطبة، بنظرة عين حلوة دافية..

 

الحضن، ثم الحضن ثم الحضن من الأب لبناته وولاده ومن الأم لولادها..

ومن الأخوات لبعض..

من الجدة لأحفادها..

ومن الأزواج لبعض.. 

العلاقة الزوجية مهم فيها جدًا الاحتاجات النفسية 

مش بس الاحتياجات الجنسية..

 

غير كده نبقى لصوص..

وتبقى تصرفاتنا مدمرة..

خلينا نفتكر الست اللي حبست قطة ودخلت بسببها النار..

طيب واللي عنده في بيته اطفال وكبار عندهم احتياج نفسي للمس والحضن ومانعه عنهم، يدخل فين؟

 

كفاية غياب نفسي..

ياللا للمودة والرحمة في البيوت..

علشان تبقى علاقاتنا سوية وحلوة..



تابعوني كل خميس بإذن الله مع مقالة جديدة و

#تصرفات_مدمرة_٢

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها