اي اختيار من الاتنين بيفرق معاك انت شخصيًا؟

مرة كنت راكنة العربية وقاعدة جواها.. ولاقيت السايس جاي يستعجلني اتحرك.. 

قلت له ان قدامي ربع ساعة واتحرك، بص لي بعصبية وبعدين لاقيته بيقول لي: "ايه ده؟ إنت بتقرأي قرآن؟ اقعدي براحتك يا شيخة.. ده انت مفيش زيك دلوقتي..

كنت حاطة مصحفي وقتها على حجري وبراجع الربع اللي كنت رايحة اسمعه يومها.. وهو لما لمح المصحف صوته واسلوبه وطريقته اتغيرت ١٨٠ درجة.. (طبعًا كان فيه مني كتير وكلنا كنا بنحفظ بس هو شافني انا بس)

الموقف ده كان من اكتر من عشرين سنة.. وقتها كنت بحفظ قرآن.. وكنت كل يوم اراجع وكل اسبوع كل اللي شاغل بالي اني اسمع باقل خطأ ممكن.. كنت بخصص ساعات طويلة كل اسبوع لحفظ ربع جديد ومراجعة القديم.

لحد ما بدأت اسمع واتعلم عن موضوع الكم والكيف.. وازاي احنا - المسلمين - حالنا مش تمام لأننا بنتعامل مع القرآن بالكم.. حفظت كام ربع؟ وسمعت كام جزء؟.. واننا محتاجين نتعامل مع القرآن بالكيف.. 

نقرأ السور ونقف على الإعراب ونتدبر الآيات ونقرأ ونعيد كذا مرة ونرجع لتفاسير لحد ما نطلع بتطبيق عملي للآيات.. نعيشها ونطبقها وتبقى اسلوب حياة.. زي ما رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، "كان خُلُقُه القرآن".

بعد ما سمعت موضوع الكم والكيف، بدأت اتعامل مع القرآن بشكل مختلف.. وبدأت وقتها بسورة الكهف مع كل جمعة.. وجمعة ورا جمعة بدأت تشدني جدًا القصص اللي في سورة الكهف.. أصحاب الكهف، ذو القرنين، موسى عليه السلام والخضر… ولاقتني القصص القرآني شددني جدًا.. بدأت ابحث في القصص اللي جات في القرآن الكريم.. واختار قصة كل شهر تكون هي القصة اللي اتدبرها.. واحدد الدروس اللي اتعملتها منها وازاي اطبقها في حياتي…

ومرت سنين طويلة، اشتغلت خلالها منسقة لمشروع القرآن الكريم في مدرسة كنت بشتغل فيها.. وكنت براجع ابحاث الطلاب بالذات اللي فيها قصص قرآني بمنتهى الحماس.. ومرت سنين تانية وقدمت برنامج في رمضان اعلم فيه المشتركات ازاي يتدبروا القصص القرآني.. وهوب جات الكورونا.. ومعاها كان الإمتحان العملي الحقيقي..

هل فعلًا القصص القرآني وتدبره فرق معايا؟ هل رسخ عندي عقيدة قوية اقدر اواجه بيها الأزمة العالمية دي؟ 

مرت شهور الكورونا وأنا بيدور في بالي سؤال واحد اساسي… الناس اللي عايشة من غير ربنا عايشة ازاي؟ ايه مساعدها تكمل؟ ايه بيهون عليها كل اللخبطة والقلق والخوف من المرض او فقد ناس بتحبها او كل تبعات الكورونا اللي كلنا عارفنها..؟ هي الناس دي عايشة فعلًا ولا موجودة بس؟ من غير كلام ربنا والقرآن الكريم والوعود اللي فيه والدروس اللي فيه مكملة ازاي؟

وقت الإمتحان ده لاقيت عشر معتقدات صبروني… من القرآن الكريم.. احلى كتاب قرأته وبقراه وهقراه في حياتي.. كتاب معاه بكيت ومعاه فرحت ومعاه دعيت ومعاه توسلت.. 

كتاب مر عليه معايا سنين طويلة جدًا وكل مرة الاقي فيه معاني جديدة مناسبة جدًا للي بمر بيه في نفس اليوم اللي بقراه فيه…

من الكتاب ده، من القرآن الكريم، دول المعتقدات العشرة اللي صبروني:

١- إن مع العسر يسران… فاكيد بعد العسر وفترة الكورونا هيجي اليسر دوبل..

٢- ان امري كله خير مهما بان غير كده، زي قصة السفينة والغلام والجدار.. مهما تخيلت غير كده امري كله خير 

٣- إن عليا السعي حتى في عز الكورونا وفي أي ظروف.. طالما فيا نفس عليا السعي.. مش النتيجة..

٤- ان ربنا هيرد لي ابني.. زي ما رد موسى عليه السلام لأمه.. لما ابني سافر امريكا للدراسة، أمنت ان ربنا بإذن الله هيرده..

٥- ان ربنا بيربط على قلب الواحد.. زي ما ربط على قلب ام موسى.. كنت بدعي ربنا يربط على قلبي بالذات الشهور الأولى في العزلة من غير اي مقابلة ولا تجمع مع امي واخواتي..

٦- ان من حقي اني احزن، زي مع سيدنا يعقوب حزن على يوسف عليهما السلام.. وبالتالي ماكتمش مشاعري ولا اخبيها..

٧- ان ده ابتلاء وعليا فيه الصبر.. وان الصبر بالتصبر واني ادعي ربنا يصبرني..

٨- ان رزقي في السما.. مش من برامج بقدمها ولا كورسات ولا اي حاجة… ان رزقني هيوصلني هيوصلني..

٩- إن الفترة دي اختبار لإخلاص الناس اللي معايا في الفريق.. زي كده طالوت وجالوت والنهر واللي شرب غرفة بيده.. مين هيكمل ومين هيقع.. 

١٠- اني اصبر على طلب العلم خلال الفترة دي.. وافكر كل يوم ربنا عايز يعلمني ايه.. لأنه بيصنعني.. صناعة على عينه.. فبدل ما اشتكي اركز ربنا بيعلمني ايه..

الشهور مرت والكورونا هديت ورجعت زادت.. والتطعيمات جات وخصلت وجات منها جرعات تنشيطية..

والمدارس قفلت وفتحت.. وناس مرضت وخفت وناس مرضت واتوفت..

ويفضل ايه؟ ربنا.. وكتابه..وكونه.. كتابه هو كونه المقروء والدنيا هي كونه المنظور…  

الثوابت اللي في الحياة.. اللي مهما مر عليها كورونا او اعاصير او براكين.. هتفض ثابتة لقيام الساعة..

ايه كتاب اعظم واقيم وافضل من ده؟

كتاب يبشرك بالحياة الطيبة..

كتاب معاه روحك تستكين وقلبك يتروي وعقلك يتنور…

يا ترى بتقبل عليه ولا لأ؟

واقبالك عليه بالكم ولا بالكيف؟

ويا ترى اخلاقك اخبارها ايه؟ هل خلقك القرآن ولا؟

اللينك ده في دروس حلوة بشكل مبسط من قصة موسى عليه السلام مع الخضر 

https://bit.ly/3NkefeU

اللينك ده في دروس حلوة بشكل مبسط من قصة صاحب الجنتين

https://bit.ly/3NhamHf

 #كتب_غيرت_حياتي_٢٢

#اكتر_ناس_الهمتني

#كتابة

#قراءة

#تعليم

#تطبيق

#مجتمع

#كن_إنسانًا

#سيب_اثر