ال٣ اسرار يساعدوك توصل للنتيجة الصح!

achievments faith goals parenting patience results self-leadership

من كام سنة وصلني ايميل من طالبة درست لها خمس سنين متواصلة. وصلني الايميل بعد ما توقفت عن التدريس لها بخمس سنين تانيين. في الإيميل الطالبة بعتت تشكرني بحرارة على اللي اتعلمته معايا سواء من مفاهيم او تنمية مهارات او عمل جماعي او عمل مجتمعي.. بعتت تقولي لي إنها عارفة إن الإيميل والشكر أتأخر، انما انها فكرت ان "Better late than never“ وان اللي شجعها تكتب الإيميل انها كل ما تلاقي نفسها متميزة في حاجة، ترجع تفتكر ان بداية تعلمها كان معايا. 

 

الإيميل ده مش رسالة الشكر الوحيدة اللي وصلتني من طلاب سابقين. بيوصلني شكر احيانًا على الموبايل او على الفيس بوك. كله بنفس المضمون :“شكرًا علي اللي اتعلمناه معاكي ومنك، فرق في مستقبلنا.“

اول ما بتوصلني رسايل كده بافتكر موقف محدد بعينه وببتسم. موقف كنت فيه في شغلي واحد المديرين وقتها طلبني في اجتماع، وقال لي انه قلقان على الطلاب وانه حاسس انهم مش بيتعلموا معايا فعلًا.. وأنا كان ردي يومها - بثبات انفعالي عالي - اني متأكدة انهم بيتعلموا، انما محتاجين وقت علشان التعلم ده يبان على ارض الواقع من خلال تصرفاتهم وسلوكهم. انما من حيث التعلم فأنا متأكدة إنهم بيتعلموا. وقتها سألني: ”ايه العمل ايه؟ أنا عايز اشوف نتيجة". وأنا كان ردي: ”العمل إننا نصبر“. 

يومها بعد الاجتماع رجعت فتحت كتاب ستيفن كوفي عن العادات السبعة للعائلات الأكثر فاعلية. وراجعت تاني قصة شجرة البامبو. اللي بتاخد سنين تنمو تحت الأرض قبل ما الزرعة تنبت ولا تشق الأرض وتخرج. اللي بتحتاج تتروي وتتابع كل يوم خلال السنين دي.. وبعدها بتطلع شجرة عظيمة، بتكبر بسرعة وتقف راسخة وظلها يكون كبير. 

راجعت القصة وطمنتني، اني على يقين إن طلابي زي شجر البامبو. أنا زرعت الزرعة، برويهم وبتابعهم بقرب واهتمام وحرص وحب. وكل اللي عليا الصبر واليقين. الصبر لسنين واليقين إن الشجرة بعد ما تاخد وقتها هتطلع. 

 

موقف/Attitude اليقين وقيادة الذات

ببساطة ده لب الموضوع. لو عايزة اقود ذاتي في اي مجال في الحياة بحتاج افكر نفسي اني عليا بالصبر واليقين. الصبر على العمل، الإجتهاد، الممارسة، الرفلكشن. وعليا باليقين ان النتايج هتيجي. امتى دي حاجة ما تخصنيش، تخص رب الكون سبحانه وتعالى. امتى؟ كل حاجة عنده بقدر معلوم ومحسوب بدقة. أنا عليا اطمن ان شجرة البامبو هتطلع يومًا ما، حتى لو فِضِلت سنين مش شايفة اي بوادر.

 

ازاي نصبر؟ ازاي يفضل عندنا يقين ان فيه نتيجة من غير ما نشوف اي بوادر؟

آه وآه وآه من الموضوع ده. ده من اعمق الدروس اللي اتعلمتها في الحياة. من القصص القرآني. من كتب قرأتها، من مواقف وتجارب مريت بيها، من ناس علمونيازاي يكون عندي يقين ان فيه نتيجة؟ مستعد تعرف اللي استوعبته؟

إنك تستوعب ايه النتيجة الصح، تحط عينك على النتيجة الصح 

أنا باشتغل واعلم طلابي، باتقان وباجتهاد وضمير وحضور وحرص.. ايه النتيجة الغلط اللي انتظرها؟ ان طلابي يطبقوا اللي بادرسه. ايه النتيجة الصح؟ ان ربنا يجازيني الخير على اجتهادي واخلاصي. 

أنا بقرا في التربية وبلجأ لمتخصصين لتربية ولادي. إيه النتيجة الغلط؟ اني اتخيل انهم يطلعوا متربيين. ايه النتيجة الصح؟ إن ربنا يجازيني على سعيي ومثابرتي وصبري على تربيتهم. 

ده لب الموضوع. إنه يكون عندي يقين إن النتيجة وصلت اصلًا، النتيجة الصح. إنها مع ربنا وبيه وليه. اطلع النتايج الدنيوية من الحسبة. واركز على لب الموضوع وهو اني في سعي لله. والنتيجة اللي ارجوها هي انه يرضى عني وعن سعيي ويقبل عملي بتقصيري فيه مع اجتهادي قدر استطاعتي. 

 

اليقين والEgo

ايه الكلام ده يا ايمان؟ يعني ولادي يطلعوا مش متربيين واعيش عادي وهادية وتمام؟ يعني اعمل فيديوهات اعلم فيها الناس وما تاخدش لايك وشير بالمئات واكمل عادي وما احسش بالإحباط؟ 

اكيد..! هي دي النضارة اللي محتاجين نغيرها. أو طريقة التفكير اللي محتاجين نعدلها. كقائد لذاته وللآخرين، محتاج يفهم إنه عليه السعي. ويكون عنده يقين إن الجزاء وصل، لأن ربنا مُطَلع وبصير وحسيب. وعليه ما ياخدش الموضوع بشكل شخصي. يعني لو ولاده بيتصرفوا وحش وهو سعى باجتهاد واخد بالأساب، يفتكر ابن سيدنا نوح وولاد سيدنا يعقوب. ولو دخل في مشروع ومانجحش من أول مرة يفتكر السيدة هاجر وازاي فضلت تهرول.. بيقين.. إن عليها تأخد بالأسباب. وهو؟ لن يضيعنا. 

انما بيحصل ايه؟ بنتضايق ونتعصب وناخد الأمور بشكل شخصي. واحيانًا بنفضل تخبط راسنا في الحيط، او نشتكي من الحال أو يمكن نيأس ونبطل سعي. لأننا بنركز على نتيجة غلط. محتاجين نركز علي النتيجة الصح.

 

اليقين والحكم العطائية

بعد ما استقلت بكام شهر بدأت اقدم ورشة عمل عن قيادة الذات للسيدات. أول مرتين اشترك معايا ١٦ سيدة. اتبسطت وقلت تمام. كل مرة ١٦. وتوقعت ان الرقم يفضل زي ما هو او يزيد. وجات المرة التالتة والمشتركات كانوا ٣. فكرت الغي الورشة. حسيت بالمضايقة. وبعدين قعدت مع نفسي وسألتني: ”إيمان انت عايزة ايه؟كان الرد اني عايزة اعلم الناس اللي ربنا علمهوني. السؤال التاني لنفسي كان: ”ليه فارق معاكي العدد؟ علشان برستيجك قدام الناس؟ انت تهتي عن الهدف الأساسي؟وكان ردي يومها اني هقدم الورشة حتى لو واحد بس جاي يتعلم. أنا عليا السعي، الاجتهاد. وفعلًا، عملت الورشة ٓل٦ مشتركات وكانت بالنسبة لي درس ربنا فكرني بيه اني اسعى للنتيجة الصح ويكون عندي يقين تام في قضائه وقدره وحكمته واختياره وترتيبه. 

 

الموقف بتاع الورشة ده فكرني بحكمة من الحكم العطائية لابن عطاء السكندري بحبها جدًا. بتقول: ”انشغالك فيما ضُمن لك..وتقصيرك فيما طُلب منك...دليل علي انطماس البصيرة.يعني انت اشغل نفسك بزراعة البامبو، بالتعلم اكتر عن الزراعة، بتحسين اخلاقك وسلوكياتك وزيادة صبرك وحلمك، بتجديد نيتك، بالتوكل..بالإستعداد للورشة بغض النظر عن عدد المشتركين.. وما تشغلش نفسك بالنتيجة. لأن النتيجة مضمونة. النتيجة الصح. مش الغلط. ربنا هو اللي معاه النتيجة. مهما قطعت نفسك واجتهدت، النتيجة دي بتاعته هو. صحح تفكيرك.

 

ازاي انمي عندي موقف اليقين؟

١- اغذي عقلي وقلبي بمدخلات تصحح افكاري. زي القصص القرآنية أو قصص الكتب المقدسة او الحكم العطائية. علشان يفضل عندي يقين ان النتيجة تحققت بمجرد سعيي واجتهادي واخلاص نيتي.

٢- إني ادعي ربنا يوريني امارة اني صح. سيدنا ابراهيم عليه السلام طلب امارة ليطمئن قلبه. نفس الحكاية. اطلب من ربنا أمارة تدلني اني ماشية صح. اني باروي البامبو صح. اني بطبق الكتاب الصح مع ولادي. اني بدرس الدراسة المناسبة لمجال شغلي. اني مستعينة بالمنتور الصح اللي ربنا هيعلمني من خلاله اللي يساعدني اتقدم. 

٣- اني أتأمل واقرأ واسمع واتفرج واتفكر في نماذج تانية كان عندها يقين. مارتن لوثر كنج جونيور في خطابه الشهير قبل اغتياله قال:“ I can see the promised land“ كان عنده يقين ان المساواة هتتحقق. وقال إنه شايف ده حاصل. يقين في ربنا.. يقين في نتيجة ربنا اتكلم عنها في كتابه الكريم وقال: ”أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)“ (سورة إبراهيم). يقين إن النتيجة هتحصل مش بشطارتي. وهتحصل في وقت معين بإذن ربنا. 

 

اليقين والصبر

وجهان لعملة واحدة من وجهة نظري. اني اصبر على السعي بيقين ان الجزاء وصل وان النتيجة الصح اتحققت. 

لو عندك يقين إن الجزاء عنده وان الأعمال بالنيات وان اللي عليك بس النية والتوكل والاستعانة والسعي هتلاقي نفسك بتصبر. ليه؟ لأن النتيجة حاصلة. النتيجة الصح!

 

الحكم العطائية متوفرة في كتاب مسموع في اللينك ده

shorturl.at/aqyDO

 

خطاب د. مارتن لوثر كنج بعنوانعندي حلمفي اللينك ده

shorturl.at/koI38

 

لو تحب تقرأ مقالتي عن موضوع الصبر هتلاقيها في اللينك ده

shorturl.at/lvGO0

 

أحد الناس الملهمة جدًا في موضوع اليقين بالنسبة لي هو نيلسون مانديلا. اللينك ده فيه فيلم تسجيلي عن حياته 

shorturl.at/cnEMS

 

 

 

#الموقف_الثاني_عشر_اليقين

#كتابة

#قراءة

#تعليم

#تطبيق

#مجتمع

#كن_إنسانًا

#سيب_اثر

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها