الموقف اللي الخسارة فيه هي المكسب!

colleagues compassion competition ego ethics love morals pride relationships support
هل ممكن ندعي ان ولادنا يخسروا؟
او ممكن نتمنى اننا ما نكسبسش في مسابقة اتأهلنا فيها للتصفيات؟
حدث بالفعل.. !
وكانت لحظة فرقت معايا.. لحظة فرقت في علاقة..❤️❤️
لحظة من اللحظات اللي هفضل فاكرها طول ما في العمر بقية..
لحظة  ايه؟ ايه قصتها؟
فاروق ابني كان في تالتة اعدادي.. والمدرسة كانت كل سنة في تالتة اعدادي بتنظم مشروع للطلاب اسمه مشروع القرآن الكريم.. كل طالب بيختار موضوع بحثي من القرآن الكريم، ويعمل بحث لمدة شهور عنه.. وفي اخر السنة بتتصحح الأبحاث والطلاب اللي جايبين أعلى درجات بيترشحوا لمسابقة بيقدموا فيها بحثهم وبعد ما لجنة التحكيم من المتخصصين بتناقشهم بتقرر اللجنة مين يفوز بالجايزة الأولى والتانية والتالتة..
فاروق ابني اشتغل على البحث لمدة شهور.. واترشح للمسابقة.. للمستوى الذهبي/الجايزة الأولى..
وهو نازل من البيت الصبح قلت له ربنا معاك، إن شاء الله تكسب..
ورد عليا رد غريب.. قال لي أنا لو كسبت هزعل!
استغربت وسألته ازاي تزعل انك تكسب؟ قال لي سيف كمان اشتغل جامد جدًا.. واحنا الاتنين مترشحين للجائزة الأولى.. لو كسبت وهو خسر هزعل علشانه.. أنا نفسي احنا الاتنين نكسب…
كلام فاروق لمس قلبي.. حسيت اني فخورة بيه إنه بيفكر في زميله.. وازاي الاتنين كان عندهم نفس المشرف، والاتنين بيحضروا الاجتماعات مع بعض، كل واحد في موضوعه صحيح، انما شهور وهما مع بعض.. كلامه لمس قلبي.. وروحت يومها المسابقة وأنا بفكر في ابني اللي لو كسب الجايزة هيزعل..
مرت الساعات، وفاروق قدم البحث بتاعه وناقشه.. وكمان سيف قدم وباقي الطلاب من المستويات التانية.. واخدنا الاستراحة ولجنة التحكيم اتناقشت ووصلنا لميعاد اعلان اسماء اللي فازوا.. اعلنوا المستوى التالت.. والتاني.. وعلي المستوى الأول رئيس لجنة التحكيم قال ان السنة دي الجايزة الأولى هتتقسم بين فاروق وسيف لأن البحثين قريبين من بعض قوي في المستوى.. وبالتالي الاتنين هيكسبوا… السنة دي استثناء.. الجايزة لإتنين مش واحد..
وكانت لحظة.. جسمي قشعر فيها زي ما قشعر دلوقتي وأنا بكتب السطور دي..
لحظة شفت ابني فيها كإنسان.. كزميل.. صادق.. خلوق…كان صادق وهو بيقول هزعل.. فربنا فرحه فرحتين.. فرحة فوزه وفرحة فوز سيف زميله..
شفت فيها حديث الرسول عليه الصلاة والسلام:“لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه“، وفاروق بيفكر في سيف اللي هيزعل لو خسر وهو نفسه كسب..
شفت فيها قصة عن غزوة سمعتها قبلها بسنين طويلة.. لما واحد قال للرسول عليه الصلاة والسلام انما بايعتك لسهم هاهنا.. وبعد المعركة شاف الراجل استشهد والسهم في نفس المكان اللي كان شاور عليه، والرسول صلى الله عليه وسلم قال“ صدق الله فصدقه..“
كانت لحظة حسيت بيها بامتنان وفخر واحترام..
امتنان لربنا ان ابني أخلاقه طيبة.. مش بتربيتي.. ولا باجتهاد جوزي.. بفضل ربنا اللي انبته نباتًا حسنًا..
وحسيت فيها بفخر بابني.. اللي بيفكر في غيره وعنده إحساس بالآخر..
وحسيت فيها باحترام.. للجنة التحكيم.. اللي اختارت العدل.. بالرغم من اني كنت بشتغل في نفس المدرسة ومنسقة المسابقة نفسها.. ما قالوش فاروق ابنها ننحاز له.. اختاروا العدل..
لحظة حسيت فيها بسعادة اكتر بكتير من لو كان ابني كسب لوحده.. لأني استشعرت فيها إن الخير في امتي ليوم الدين..
لحظة فرحت فيها فرحة من قلبي.. لفوز ابني بالبحث، وحسن الخلق، والصدق مع النفس ومع ربنا..
ياللا ندعي الخير يعم ويغلب العتمة..
ياللا ندعي ربنا ينبت اولادنا نباتًا حسنًا..

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها