الترياق السحري لمشاكلك أيًا كان نوعها..
"إيمان ناجحة كده لان معندهاش مشاكل.. فسهل بالنسبة لها النجاح.."
مرة كنت خارجة مع واحدة عزيزة على قلبي جدًا.. وقالت لي الجملة دي، إن واحدة صاحبتها قالت لها كده عني..
الجملة ضحكتني جدًا.. فكرة إن حياتي مفيهاش مشاكل.. وفكرة إن ممكن يكون حد اصلًا متخيل ان فيه شخص علي كوكبنا، كوكب الأرض، وفي دولة من دول العالم التالت، وفي القرن والواحد والعشرين، معندهوش مشاكل….
يومها بعد الخروجة رجعت البيت وقعدت معايا.. وفكرت في حياتي والصورة اللي الناس واخداها عن حياتي..
وفكرت في الفرق بين الاتنين، الأصل والصورة، والسبب في الفرق بين الإتنين.. والكتاب والكاتب والحكمة اللي خلوا الناس تاخد عني الفكرة دي…
من سنين كنت أنا مش أنا..
كنت حد تاني.. محتار يمكن، تايه اكيد..مخنوق، مزنوق…وقتها كنت بتنقل من التلاتينات للأربعينات..
ووقتها كنت زي جو مصر في شهر مارس ٢٠٢٢.. يوم حر نار ويوم برد سقيع ويوم عاصفة ترابية ويوم مطر..
كنت مش عارفة لي حال..
ووقتها برضه، روبين شارما - الكتاب الملهم ليا جدًا وخبير القيادة العالمي - قال مقولتين فرقوا معايا جدًا
"Your problems are blessings in disguise." and "Don't say I have a problem, say I have a challenge."
الجملة الأولى كانت عن المشاكل وازاي هي منح متنكرة.. والجملة التانية كانت عن المشاكل برضه، وازاي نسميها تحديات مش مشاكل.. وازاي عقلي لما يسمع كلمة تحدي هيفكر بشكل تلقائي في حلول لتخطي التحدي وتسيطر عليه حالة فضول وحماس، بعكس لو سمع كلمة مشكلة هيهنج ويتوقف عن التفكير أو تسيطر عليه حالة سلبية تشوشر تفكيره..
وقتها بدأت امشي اكرر زي مريض عبد المنعم مدبولي في فيلم مطار الحب (أنا مش قصير اوزعه أنا طويل واهبل).. كنت بردد واقول لنفسي ان المشاكل تحديات وإن التحديات دي هتساعدني أكون اقوى واحسن وبالتالي هي منح، صناعة من ربنا..
وبعد فترة من تبني المقولتين دول، بدأت اكتب سلسلة مقالات عن محنة فقد صوتي.. وعن ازاي كانت تحدي مش مشكلة، وازاي كانت منحة في شكل محنة.. ونورت معايا حكمة عطائية لابن عطاء السكندري بتقول "من رزق الفهم في المنع صار المنع عين العطاء".. فبقيت لما اقابل مشكلة اصنفها، هل هي منع؟ اقول لنفسي ده عطاء.. ولو هي مش منع، إنما مشكلة من نوع تاني أقول لنفسي دي صناعة من ربنا، ترقية..
ومشيت بالطريقة دي لحد ما الكتاب وقع في ايدي..
كتاب اتكلمت عنه قبل كده في سلسلة مقالات تانية، كانت اوبرا وينفري قالت ان ده الكتاب اللي غير حياتها..
ولما جبت الكتاب من باب الفضول علشان اعرف هو غير حياتها ازاي..
لاقيت جزء محوري في الكتاب بيتكلم على النية..
ولاقيت إن اوبرا - المتحدثة الأمريكية الشهرية - بتقول انها من بعد الكتاب ده بقت بتسأل نفسها مع كل عرض لبرنامجها الأكثر مشاهدة على الإطلاق، ايه "نيتها" من تسجيل وتقديم الحلقة واستضافة الضيوف.. وان لو مفيش نية فعلًا للخير والنفع بترفض تقدم الحلقة، وانها احيانًا بعد ما سجلت حلقات رفضت تعرضها لأنها اكتشفت إنها ممكن تسبب إيذاء نفسي من خلال اللي اتعرض فيها لبعض اقارب الضيوف اللي كانوا في الحلقة..
الكتاب نور معايا لمبتين..
فرقوا معايا.. وخلوا الناس - او بعضهم - يتخيلوا إن حياتي مفيهاش مشاكل.. أو بلغة شارما "تحديات"
اللمبة الأولى هي النية..
مع كل تحدي كنت بواجهه كنت برجع اراجع نيتي فيه.. وافكر كويس، هل هي واضحة، هل هي خالصة.. هل فيه رياء.. هل فيه شهوة خفية.. ولما كنت براجع النية فعلًا واستعين وادعي ربنا يرزقني الإخلاص، كانت تحديات كتير بتتحل.. الباقي منها اللي بيفضل كنت بستوعب ان ده التربية والصناعة..
دي اللمبة الأولي، إن حل كتير من مشاكلنا في تجديد النية..
مشاكل مع مراتك؟ جدد نيتك.. مشاكل في شغلك، جدد نيتك وتخلى عن الكبر..
مشاكل في تربية ولادك، جدد نيتك واستعن بالله ولا تعجز.. إنت مش بتربيهم، إنت بتنوي تربيهم وربنا بيربيهم من خلالك..
طيب واللمبة التانية؟
التانية كانت من كلام اوبرا.. ووقفت مع نفسي وسألتني "أنا هستعمل قنواتي على السوشيال ميديا في ايه وليه؟"
صفحتي على الفيس بوك او حسابي الشخصي أو الإنستجرام أو اليوتيوب أو الساوند كلاود أو موقعي والبلوج.. هستخدمهم في ايه وليه؟
وكان الرد من كتاب ربنا، أحب كتاب إلى قلبي بلا منازع - "إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" سورة هود (٨٨)
وبالتالي قنواتي مش مكان للشكوى ولا البكاء ولا النحيب..
قنواتي مكان للتنوير.. لشكر نعمة الصحة والعلم.. بمشاركة العلم القليل اللي ربنا استودعه عندي.. أو شحن الهمة وتشجيع الناس انها تسعى، تتطوع، تعمل خير.. أنا عليا الأذان.. بس.. حي على التطوع.. حي على الإنفاق.. حي على الإحسان..
ومشاكلي، اللي هي تحديات ونعم متنكرة، مكانها مع عيلتي في فضفضة وطلب تثبيت ونصيحة، وسجادتي وطلب استعانة وإخلاص نية.. ودعاد لربي بالربط على قلبي… بس كده.. وهو فيه مين احسن من القريب، البصير، الحي، القيوم نرمي حملونا عنده..
وده السبب اللي عمل الفرق بين الأصل والصورة، اللي خلى بعض الناس تتخيل إن معنديش مشاكل.. لأني مش بشارك تحدياتي علي السوشيال ميديا..
سطوري النهاردة عن كتاب Seat of the soul كتاب اتكلم عن النية.. وعن الحب..
النية من كل عمل ونفس لنا على الأرض..
والحب اللي يكون المحرك بتاعنا في كل عمل، بدل الخوف…
يا ترى اخبار مشاكلك ايه؟
ونيتك ايه في الموضوعات اللي عندك فيها المشاكل (التحديات دي)؟
ويا ترى ربنا منحك ايه في شكل منع؟
ويا ترى بيربيك ويصنعك علشان يرقيك لايه؟
كل رمضان واحنا طيبين..
كام سؤال كده نقف فيهم مع نفسنا في شهر الرحمات..
شهر الرحمة والمغفرة والعتق.. قبل العيد..
لينك مقالتي اللي فاتت عن الكتاب والحب كمحرك هنا
لينك البرنامج التلفزيوني اللي طلعت فيه مع زوجي العزيز ونيتي منه كانت لم شمل الأسرة ونداء للمجتمع إنه يصحى ويخف الطلاق شوية ويرجع للمودة والرحمة هنا
لينك مقطع فيديو اوبرا وينفري اللي اتكلمت فيها عن الكتاب والهدف الأسمى ونيتها من شغلها هنا..
#كتب_غيرت_حياتي_١٢
#اكتر_ناس_الهمتني
#كتابة
#قراءة
#تعليم
#تطبيق
#مجتمع
#كن_إنسانًا
#سيب_اثر
بعاداتي باصمم حياتي
سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها