استراتيجية مضمونة للتعامل مع الكراكيب

 

من كام سنة كنت في المصيف مع عيلتي.. ولاقيت زحمة رهيبة على البحر..

افتكرت الأول ان فيه خناقة او حد كان بيغرق.. وقفت علشان افهم لاقيت الناس متجمعة علشان فيه شركة بتوزع هدايا مجانية دعائية..

لاقيت واحدة من عيلتي كانت واقفة في وسط الزحمة.. اول ما شافتني قالت لي يا خسارة، مالحقتيش هدية..

ابتسمت.. ومشيت معاها لحد الشمسية.. واحنا ماشيين فتحت الكيس وبدأت تفرجني في الهدايا، مش الهدية الواحدة، اللي الشركة بتوزعها. اول ما عيني وقعت على الهدايا افتكرت مسيرة التخلي. 

ايه مسيرة التخلي؟

مع سن الأربعين قررت اني ابدأ مسيرة تخلي.. اتخلى فيها عن كل الحاجات اللي عندي واللي مش بستعملها واللي ممكن تفيد او تسعد ناس تانية.. وخلال المسيرة دي لاحظت ان مش كفاية اطلع من اللي عندي.. لأ كمان مهم اقلل اللي داخل عندي. بدأت كل ما الاقي شركة بتوزع حاجة عندي منها او مش محتاجة لها، اما ارفض اخد الحاجة او اخدها اديها لحد اكون عارفة انها هتفيده…

وبدأت كمان اعمل وقفة مع الهدايا اللي بتجي لي واعمل نفس الحاجة.. لو الهدية مش مناسبة ليا، او عندي زيها ومش محتاجة لها، او مش هستعملها، بقيت اوزعها على طول، من غير حتى ما ادخلها البيت..

والوقفة دي نورت لمبة كبيرة جدًا عندي..

لمبة خاصة بحرف المرة دي..

حرف الهاء..

هاء هدية.. هدايا…

لما قررت اوزع الهدايا اللي مش مناسبة ليا.. لاقيت ان اغلب الهدايا بقيت اوزعها..

ولاقيت ان واحدة من اصحابي فنانة في الهدايا.. كل هدية لها احلي من اللي قبلها.. ومفيدة جدًا.. ومناسبة ليا وعندي منها.…

لاقيت ان فيه ناس بتقدم هدايا غالية جدًا، انما مش ذوقي ولا مقاسي ولا مناسبة ليا..

وناس تانية نسبتهم اقل بكتير، بيقدموا هدايا ممكن نسميها رمزية، انما جميلة جمال.. بتعكس معرفتهم بينا..

وقفت من وقتها مع مفهوم الهدايا وفكرت..

هل لما بنقدم هدايا للناس بنما بيوتهم كراكيب من غير ما ناخد بالنا…؟

هل بنفكر في القيمة المادية للهدية بس من غير ما نفكر قد ايه هتفيد وتسعد فعلًا اللي بنقدمها له؟

هل بنتعامل مع شراء الهدايا كأنها مهمة مضطرين ننجزها وبالتالي بنقدم هدية انما في واقع الأمر بيوصل لغيرنا اننا مش مهتمين بيه او مش عارفين ذوقه او اهتماماته؟

في ناس في حياتنا فنانة في اختيار الهدايا..

وفي ناس تانية فنانة في شراء الكراكيب..

يا ترى احنا نفسنا مع اي مجموعة؟

ياللا نعمل وقفة مع نفسنا..

وبدل ما نملا بيوت غيرنا كراكيب، 

خلينا نتأني ونفكر.. ونجيب هدية، حتى لو بسيطة، انما تكون هدية فعلًا، تملاهم حب

هاء انسان.. مستوعب ان الهداية لغة من لغات الحب الخمسة.. وان حسن اختيارها وفن تقديمها دليل على الحب.. وصدقه.. وشدته..

هاء إنسان محب بيقدم هدايا لغيره بفن وبحب علشان يملا الناس والدنيا حب…

#من_الألف_للياء_٢٦_هاء

#مقالة_أسبوعية

#حروف

#كلمات

#قراءة

#استماع

#تواصل_فكري

#تفاعل_عاطفي

#رقي_انساني

#سعادة_مصر

#كن_إنسانًا

#إيمان_رفعت

بعاداتي باصمم حياتي

سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها