ازاي الثقة في النفس ترجع بعد ما تتهز..
في مشاهد في حياتنا بتتحفر في الذاكرة.. مهما مر عليها الزمن بتفضل بأدق التفاصيل حية في عقلنا..
النهاردة كلامي عن موقف منهم…
كان في شهر اكتوبر سنة ١٩٩٢، كان عندي ١٧ سنة.. كنت في المدرسة في حصة رياضيات..
وكان وقت توزيع ورق الامتحان..
والمدرسة قالت هتوزع بالترتيب التنازلي، اعلى درجات وبعدين اقل درجات.. ومع الدرجات النهائية والمرتفعة جدا زميلاتي في الفصل كانوا بيصقفوا..
فضلت توزع الورق وننزل من الاربعين للتلاتين وبعدها للعشرين وبعدها الساقطين وانا اسمي لسه ما اتقالش.. بدأت اقلق.. انا فين من النتيجة دي؟ ايه جبت صفر
وبعد ما كل الاسماء اتنادت الا اسمي.. المدرسة قالت الورقة دي مش عايزة حد يصقف لها.. انا عايزة اصقف لها بنفسي.. عملت très grand progrès! يعني تقدم ملحوظ جدا
ولاقيت اسمي بيتنادى والمدرسة بتصقف لي
وبعدها نادتني وورتني ورقتي وورتني مسألة انا جاوبت عليها في ٣ صفحات وهي بتتحل في اقل من نص صفحة.. وقالت لي انا اول مرة اشوف حد يحل نوع المسائل دي كده.. انما الخطوات كلها صح والنتيجة صح فاخدتي الدرجة..
والمشهد ده اتحفر عندي..
اول مرة في حياتي مدرس يصقف لي..
اول مرة حد يركز على التقدم مش الدرجة النهائية
اول مرة حد يقبل طريقة مختلفة اطول جدا انما خطواتها صح…
يومها حسيت اني عايزة اعيط.. واضحك..
اعيط ان مدام فريد ادتني طاقة امل..
واني بدأت افهم منها..
واعيط اني عشت بين جدران المدرسة سنين طويلة من حضانة لثانوية عامة من غير ما حد يصقف لي..
رجعت يومها لكام اسبوع قبلها وانا ساقطة في اول امتحان شهري في الرياضيات، وامي بتنصحني احول ادبي.. وانا بقول لها مش ممكن.. انا بتاعت رياضيات.. وبتقول لي ما انت سقطتي وانا بقول لها انا مش فاهمة من المدرسة وان المدرس اللي قبلها كنت بفهم منه بشكل ممتاز وبجيب الدرجات النهائية.. وامي بتروح المدرسة وتتفق مع المدرسة على درس خصوصي من غير ما تقول لي.. وانا بتعصب واعيط واقول لها مش بفهم منها في الفصل اخد معاها درس ليه؟
وامي بتصمم، وبحضر الدرس وبعد اسبوعين بعمل تقدم وبتصقف لي وبعدها بروح الدرس وبقول لها انا عايزة اجيب ١٠٠٪ في امتحان اخر السنة وبتقول لي هتجبيها.. وبتديني واجب في الدرس ضعف باقي البنات اللي معايا وبتديني امتحانات ثانوية عامة بتوع العشرين سنة اللي فاتوا.. واعمل تقدم بالممارسة لحد يوم النتيجة لما اكلمها واقول لها جبت ١٠٠٪
لحظة في الفصل صقفت لي فيها.. شجعتني وحسستني انه it’s ok to fail and it’s ok not to be perfect
عارفة ان فيه ناس ممكن تفكر انها صقفت علشان بقيت اخد معاها درس..كوسة يعني..
طبعا اللي يعرف مدام فريد عارف كويس انا بتكلم عن مين، كانت هي اللي بتدرس لأمي رياضيات.. مدرسة من الدرجة الاولى.. وهي فهمت اني كنت بجيب درجات نهائية لحد تانية ثانوي.. وان ثقتي في نفسي اتهزت..
وقفت وصقفت وعلقت على المسألة الطويلة علشان ترجع لي ثقتي في نفسي وتبني معايا علاقة ود والفة وامان..
والنتيجة؟
انها ساعدتني احقق حلمي اني ادخل كلية الاعلام واني اجيب الدرجة النهائية اخر السنة واني اشتغل من نار في الحل بغض النظر عن كم المجهود والوقت..
زي النمر الاسود كده.. نمت عندي الجلد والمثابرة والايمان بالحلم..
وبعد ما كنت زعلانة من امي انها اتفقت معاها على درس بقيت ممتنة لها..
وبعد ما كنت شايفة ان الدرس الخصوصي ده وصمة ومعناه اني ضعيفة او مش شاطرة، بقيت شايفاه وسيلة مساعدة علشان احقق حلمي.. زي ما الرياضيين بيحتاجوا كوتش، هي كانت كده معايا..
لحظة.. علاقة.. ممتنة لها من كل قلبي..
واتعلمت درس من اهم الدروس كمدرسة وكأم بعد كده.. Focus on progress not perfection
عاش كل مدرس كوتش..
عاش كل مدرس بياخد لحظات من الحصة يربي فيها الطلاب.. مش تعليم وبس، تربية وتعليم.. صقفة في الفصل خلت الحلم يبقى حقيقة بشغل شهور بمنتهى الحب والحماس
And you know what?
I wanted to make her proud
من كتر ما اشتغلت معايا كان نفسي اسعدها بالدرجة النهائية..
لحظات.. ذاكرتنا محتفظة بيها..
خلينا نعمل جرد ونتخلص من اللحظات المؤلمة
ونمسك في اللحظات اللي بتبني علاقات تشكل اجمل ذكريات
ليه نمسك في فحم سخن يسلخ ايدنا لما ممكن نمسك في ورد بريحة عطرة؟
صباحكم معطر
بعاداتي باصمم حياتي
سلسلة بعاداتي باصمم حياتي - ١٧ حلقة هدية للتعرف على كيفية تبني العادات والإلتزام بها
